الصومال بلد عربي وعضو في جامعة الدول العربية إلا أنها منسية من أشقائها العرب وكأن أمر هذا البلد العربي لا يعنيهم فالجامعة العربية مثلاً لم تحرك ساكناً إزاء ما يدور في الصومال من مآسٍ وويلات والدول العربية منفردة غير عابئة عدا القلة منها وباستحياء تام وإزاء هذا الصمت العربي المعيب، نرى أن الصومال تغرق في أوحال الحروب والجوع والمجاعة، فمنذ عقدين من الزمن تقريباً، أي منذ سقوط حكم الرئيس محمد سياد بري وهذا البلد تتخطفه المليشيات والدول المجاورة وحتى الإقليمية وأصبحت ساحته مسرحاً خصباً لتصفية الحسابات، الصوماليون يتقاتلون ولم نلمس أي فعل جدي من قبل العرب لإصلاح ذات البين حتى لو أستخدمت القوة العسكرية من أجل فرض الهدوء والاستقرار وحماية المواطنين من عبث المليشيات والمرتبطة أصلاً بدول إقليمية ودولية لها مصالحها، وخلال عقدين من الزمن احترقت الصومال وقتل فيها الآلاف وشرد مئات الآلاف إلى دول الجوار ومنها اليمن بالطبع، خلال عقدين من الزمن وبفعل الحرب الأهلية فيها تفككت الصومال ونشأت فيها دويلات أضعفت الكيان الموحد والقوي للشعب الصومالي وبفعل كل ذلك توقفت الحركة التجارية والاقتصادية وأصبحت الدولة المركزية غير قادرة على فعل أي شيء لأنها ضعيفة وغير قادرة على مواجهة العصابات المسلحة التي تسرح وتمرح في طول وعرض الصومال حتى العاصمة مقديشو لم تسلم من صلف العصابات المسلحة والتي عاثت فيها فساداً وقتلاً وتنكيلاً وكان لسوء الأوضاع الأمنية أن تغيرت الخريطة الديمغرافية للبلد بعد أن قتل الآلاف وشرد مئات الآلاف إن لم نقل الملايين، وما زاد الطين بلة هو الجفاف الذي ضرب منطقة القرن الإفريقي وفي مقدمتها بالطبع الصومال التي تضررت أكثر من غيرها وهذا ما جعلنا نشاهد نزوح مئات الآلاف إلى بلدان إفريقية مجاورة هرباً من الموت جوعاً وعطشاً وأصبح الوضع في الصومال يمثل كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة.. لذا أقول إن على العرب، أن يكونوا السباقون في نجدة إخوتهم في تلك البلاد من خلال مد يد العون والمساعدة السخية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالواجب القومي والإسلامي والإنساني يفرض ذلك رحمة بالأطفال والنساء لأن الكارثة أكثر مما يتصورها البعض، ورمضان هو خير شهر يمكن أن تتحرك فيه المشاعر والعواطف وكل القيم التي تتمثل فيها الروح الإنسانية.