27 / 10 / 2006 م إلا أن رئيس المحاكم الإسلامية دعا الشعب الصومالي إلى الجهاد ضد أثيوبيا التي أقرّت بدورها في إرسال مئات من العسكريين إلى "بيدوا" مقر الحكومة الانتقالية الصومالية، وإلى مدينة بوهاكبو التي سيطرت عليها قوات أو مليشيات المحاكم الإسلامية الأسبوع الماضي بعد أن كانت قد وقعت تحت سيطرة قوات الحكومة الانتقالية بقيادة وزير داخليتها لإعادة النظام إليها حسب قوله بعد خروجه وجماعته منها. وهناك مخاوف متزايدة من عدة دول مجاورة للدولتين من أن يتحول النزاع بينهما إلى حرب واسعة يقال إن هناك من هذه الدول ترى أنه خطر عليها لوجود حدود لها مشتركة مع الصومالوأثيوبيا، وترى في نفس الوقت أن حماية مصالحها وحدودها المتاخمة لكل من الدولتين تقتضي التدخل المبكر غير المباشر لدعم هذا الطرف أو ذاك مثل أثيوبياوكينيا وجيبوتي وأطراف أخرى بعيدة ذكر أنها تساعد المحاكم الإسلامية بالأسلحة بحسب ادعاء مسؤولي الحكومة الانتقالية برئاسة/عبدالله يوسف فهناك عدة مناطق تحت السيطرة الأثيوبية يدّعي الصوماليون أنها صومالية مثل اقليم "أوجادين"، وكانت قد دارت حرب مريرة على هذا الإقليم في أواخر السبعينيات أيام محمد سياد بري في الصومال ومنجستو هيلامريام الرئيس الأثيوبي انتهت بهزيمة الصومال نظراً للدعم الذي حصل عليه من الاتحاد السوفيتي السابق. ويتخوف عديد من الدول المجاورة ومنها اليمن من أن يؤدي اندلاع الحرب بصورة شاملة إلى نزوح عدد كبير من أبناء الدولتين إلى اليمن بصورة رئيسية، حيث إن هذا البلد هو وجهتهم الرئيسية منذ إزاحة محمد سياد بري في بداية التسعينيات وقيام الحرب الأهلية التي فشلت كل المحاولات والوساطات الداخلية والإقليمية والدولية في جر أطرافها إلى مائدة المفاوضات. وكان قد ظهر في الأفق بارق أمل قبل عامين بانتهاء الحرب وحلول المصالحة لإنقاذ الشعب الصومالي من الدمار الهائل في كينيا حين انتخب برلمان وحكومة خارج البلاد ومن ثم انتقالها إلى مقديشو أو إلى مدينة صومالية أخرى أكثر هدوءاً وملاءمة لوجود حكومة صومالية وبرلمان مكونين من الفصائل العديدة المشتبكة في الحرب بشراسة وعناد يعكس عداوات وأحقاداً دفينة متبادلة. وكانت اليمن أكثر الدول العربية التي سعت بكل ما تستطيع للجمع بين الصوماليين إما في صنعاء أو في مكان آخر للخروج ببلادهم وشعبهم من المأساة التي طال أمدها، وأصبحنا في اليمن نعاني منها نظراً لنزوح مئات الآلاف من الصوماليين والأثيوبيين والأريتريين إلينا إما للبقاء والبحث عن عمل وأمان بصورة دائمة أو استعداداً للتوجه إلى دول الخليج العربي. وقد عرفت الأممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة حجم المشكلة التي ترزح اليمن تحت وطأتها جراء وجود هؤلاء اللاجئين واستمرار تدفقهم، حيث لا يمضي يوم أو أسبوع إلا ويدخل البلاد العشرات منهم تنقلهم عصابات صومالية، ومنهم من يبتلعهم البحر، وهذه الحرب من المحتمل أن تغرق اليمن باللاجئين، وتجد قوات خفر السواحل اليمنية نفسها أمام موجات هائلة منهم.