من لا يحترم الشعب لا يستحق الثقة, هذه نظرية واقعية لا يدركها إلا الذين يحظون باحترام الشعب وثقته؛ نظراً لوقوفهم إلى جانب الشعب وتمكينه من حقه في امتلاك السلطة؛ كونه مصدرها، أما الذين لا يحترمون الشعب فإنهم يتعالون عليه وينظرون إلى الهيئة الناخبة نظرة احتقار وازدراء، ويرون أنهم الأفضل والأعلى. والمواطنون عندما يلاحظون مثل هذه النظرات غير السوية ممن لا يؤمنون بحق الشعب في امتلاك السلطة فإنهم دون شك يحجمون عن منحهم الثقة، ويقولون بالحرف الواحد هذه هي نظرتهم إلى الشعب وهم مازالوا في الشارع فكيف ستكون نظرتهم إلى الشعب إذا وصلوا إلى السلطة. من المؤسف أن نجد من ينظرون إلى الشعب بعين التصغير وهم يضعون أنفسهم في مكان النخب السياسية وقيادات في أحزاب وتنظيمات سياسية، بل من العيب أن نجد تلك النظرة الدونية إلى الإرادة الكلية في قوى سياسية تدعي أنها تؤمن بالديمقراطية وتعمل ضد هذا الادعاء، وتسعى للوصول إلى السلطة عبر الطرق غير المشروعة، فبدلاً من الحشد للانتخابات الوسيلة الوحيدة المشروعة للوصول إلى السلطة، نجد تلك القوى تتعالى على الشعب وتستكبر وتحشد الحاقدين والمتآمرين والواهمين من أجل الانقلاب على الشرعية الدستورية وممارسة العنف والإرهاب لتركيع الشعب لإرادتهم الشيطانية. إن احترام الإرادة الكلية للشعب من أقدس الواجبات التي ينبغي على من يريد الوصول إلى السلطة عبر الطرق السلمية الالتزام بها، وقد أظهرت الأزمة السياسية التي افتعلتها القوى السياسية الفاشلة والتي لم تحترم الإرادة الكلية للشعب سوءات الذين يريدون قهر الشعب عبر التحالفات الشيطانية مع القوى العدوانية، وأنه لا يمكن أن تحظى باحترام الشعب وثقة الجماهير، بل إن تلك الممارسات العدوانية تزيد الشعب اصراراً في الحفاظ على الشرعية الدستورية وتلاحماً مع أبناء القوات المسلحة من أجل حراسة أمن واستقرار ووحدة اليمن الواحد الموحد. إن احترام الشعب احترام للذات ودليل على الإيمان المطلق بحق الشعب في اختيار من يريد ومن يرى فيه الصلاح الذي يحقق آمال الجماهير، فهل تدرك عناصر المشترك أن الشعب قد شب عن الطوق، ولا يمكن تجاهل حقه في امتلاك السلطة، وأن الأفضل والأنسب هو الاتجاه نحو الانتخابات بدلاً من الدمار والخراب.. نأمل ذلك بإذن الله.