من الطبيعي أن يقف الناس مع من يرون فيه الوفاء والحرص على تحقيق مصالحهم، ومن الطبيعي أن يقف الناس ضد من يدركون أنه خطر على حياتهم ويهدد مصالحهم ويستبيح دماءهم وأموالهم ويسعى إلى التدمير والتخريب؛ ولذلك فقد برهنت الجماهير اليمنية خلال الأزمة الراهنة على الوعي الكبير الذي بلغته؛ فلم تفرّط في أمنها واستقرارها ووحدتها وشرعيتها الدستورية مطلقاً. إن من الطبيعي أن يدرك العالم بأسره أن الإرادة الكلية للشعب اليمني قد حسمت أمرها ودافعت عن شرعيتها الدستورية والتزمت التزاماً كاملاً بالديمقراطية وجددت عهدها وميثاقها بالالتزام بالثوابت الوطنية والضوابط الدستورية والقانونية, ورفضت رفضاً قاطعاً التدمير والتخريب, وتصدّت لدعاة الفتن, وحافظت على ثقتها التي منحتها لرئيس الجمهورية في انتخابات 2006م. ونظراً لذلك فقد وقف العالم أمام هذا الإصرار والصمود للإرادة الكلية للشعب اليمني المحافظ على شرعيته الدستورية باحترام كبير, وأدرك العالم أن اليمنيين أولي العزم والشدة صنّاع حضارة وليسوا دعاة الفتن، وقال العالم: إن الذين يثيرون الفتن في اليمن هم مجموعة من الحاقدين والفاشلين والناقمين أصحاب المنافع الخاصة؛ وهؤلاء لا يمثلون اليمن وإنما يمثلون أنفسهم ويعبّرون عن أحقادهم وأمراضهم المزمنة. إن الإرادة الجماهيرية المتماسكة قدمت درساً عظيماً في التمسُّك بجوهر الإسلام الحنيف المحب للسلام والتعايش والتكامل والإنسانية والتمسُّك بالدستور والقانون والرغبة المطلقة في التعايش مع العالم بسلام ووئام, أما المثيرون للفتنة والمصرّون على التدمير والتخريب فقد قدموا برهاناً عملياً على حقدهم على الإنسانية وعدم رغبتهم في التعايش السلمي مع الآخرين. وقد بات من الطبيعي أن نصر على دعوة المستنيرين والعقلاء في اللقاء المشترك إلى طاولة الحوار من أجل الحياة الآمنة والمستقرة والتداول السلمي للسلطة, وسنظل نكرر ذلك بإذن الله.