عندما يتعمد البعض تجاهل الحقائق والوقائع من حوله فإنهم بلا شك سوف يدفعون فاتورة تجاهلهم للأحداث وعدم قراءة المشهد بصورة صحيحة.. فالشر الذي يجري استخدامه ضد الغير لن يستمر تحت السيطرة, ومن المؤكد بأنه سيتمرد على أصحابه وينقلب عليهم ضداً سواءً بواسطة نفس الأشخاص أو غيرهم من أدوات الشر الذي لايفرق بين قريب وبعيد. الذين اطلقوا أيدي الشر والعدوان والقتل ضد غيرهم, واستباحوا أرواح الناس لنزعات شخصية سوف تطالهم أيادي الشر ويكتوون بنفس النار وربما بما هو أشد لهيباً وسعيراً وفي أماكن ومواقف لاتشرف أحداً. هكذا تقول الأيام بأنها لاتدوم ولا تتحالف مع أحد إلى مالا نهاية وأن عدالة الله سوف تطال الجميع. قلنا غير مرة بأن الذين يشرعون للفوضى والخراب وقطع الطرقات واستباحة الأموال والأرواح لحسابات خاصة وحزبية وسياسية لا أخلاقية سوف يجدون أنفسهم في يوم ما ضحايا لما شرعوا له وسوف يعانون كثيراً إلى حد الهزيمة والانكسار من الشر والاشرار ومن الشياطين من الإنس الذين يطلقونهم على غيرهم ممن يختلفون معهم قطعان الاغتيالات والخراب الذين يعيثون في الأرض فساداً اليوم بأوامر من ساداتهم وكبرائهم لاتحكمهم القيم والأخلاق النبيلة ولا القيم الدينية التي جرى توظيفها كما يريد بعض أصحاب الفتاوى السياسية بلباس الدين الإسلامي الحنيف.. هؤلاء القطعان سيتحولون إن لم يكونوا قد تحولوا بالفعل إلى أعداء لمن استخدمهم لمصالحه الخاصة ومن أجل تحقيق أهداف شخصية في زمن ومكان لايحتملان ذلك ولايقبلان به. أوراق الشر المستخدمة طيلة زمن الأزمة ومن قبلها هي أسلحة ذات حدين وتقطع في كل الاتجاهات ,ولايمكنها في لحظة ما أن تتعرف على من يقف أمامها ,كما أنها لاتعترف بصداقات الأيام الماضية ,ويمكن لتلك الأوراق وهي ليست أوراقاً حقيقية بالتأكيد أن تتكاثر وتنتشر وتظهر بوجوه عديدة فتخدع من كان بالأمس يدعمها ويستخدمها لمآرب قذرة , والشواهد كثيرة والمسألة مفهومة ولاتحتاج لشرح وتفصيل أكثر ونحن ندرك جميعاً ماهي الأوراق التي جرى استخدامها في إدارة الصراع خلال هذه الأزمة التي عصفت بالبلد وسعى البعض لتعقيدها أكثر والدفع بها نحو الصراع المسلح لولا بقية من عقلاء بعد لطف الله بالناس في هذا البلد لاتجهت الأوضاع نحو منزلق كبير وخطير سوف يدرك كل من استخدم أوراقاً سيئة أنه لم يستخدمها ضد غيره وضد خصومه فقط , لكنه استخدمها ويستخدمها ضد نفسه اليوم ومستقبلاً ,فالذين لهم طموحات للوصول إلى السلطة أو السيطرة عليها سوف يكتوون بالنار التي اشعلوها في مواجهة السلطة الحالية , والجماعات المسلحة التي يستخدمونها اليوم سوف تكون لهم بالمرصاد في الغد ,وكذلك السلاح الذي جرى توزيعه على المليشيات في طول البلد وعرضه لن يعود إلى مخازن اسلحة الدولة بعصى سحرية ولابفتوى من مفتٍ أفتى بخروجها أول مرة لمواجهة السلطة الحالية والنظام القائم.. ربما نسمع عن أحداث قتل برصاص قطعة سلاح صرفها لمواجهة غيره وربما أكثر من ذلك لأننا قلنا ونقول: بأن الاسلحة والأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة لاعيون لها ولايمكن أن تستخدم ضد شخص بعينه أو حزب بعينه. سوف ينقلب السحر على الساحر والتاريخ يزخر بالأمثلة والشواهد ولعلنا نقترب كثيراً من شاهد جديد على انقلاب السحر على السحرة المعاصرين الذين أضلوا الناس ووجهوا البسطاء إلى دوائر العنف والخراب في ظاهرة استغلال ليس لها مثيل من قبل.