• بدأت الدراسة في العام الدراسي الجديد منذ حوالي أسبوعين ولم تظهر بعد نتائج امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي المنصرم، وهو أمر أصبح يتكرر مع بداية كل عام دراسي وتكاد تنفرد به بلادنا دوناً عن بلدان العالم قاطبة التي يسير فيها كل شيء وفق برنامج زمني محدد ومنها العملية التعليمية التي يحدد موعد انطلاقها باليوم والتاريخ وكذلك اختتامها وإعلان نتائج الامتحانات، أما عندنا وإن كان هناك جدول زمني لهذه العملية إلا أن الخروج على النص دائماً ما يصاحبه وخاصة في مواعيد إعلان نتائج الامتحانات العامة (الأساسية والثانوية) هذا إن كان لها مواعيد محددة أصلاً. مضى على انتهاء امتحانات الثانوية العامة أكثر من شهرين وهي فترة أعتقد أنها أكثر من كافية لإنجاز عملية تصحيح دفاتر إجابات الطلاب وإعلان النتائج، ولكن رغم ذلك لا ندري لماذا كل هذا التأخير أو إلى أين وصلت العملية؟! مع أن المسألة برمتها ليست اختراعاً ولا تتطلب العبقرية والجهد الخارق، بل هي بمثابة عملية روتينية تتم في كل عام، يُفترض بالقائمين عليها إنجازها بسهولة تامة، نظراً لاعتيادهم عليها بصورة سنوية دائمة كما أن عملية التصحيح تتم وفق نماذج إجابات محددة وواضحة، الأمر الذي يفترض أن يكون القائمون على هذه العملية قد حفظوا طريقة وآليات تنفيذها عن ظهر قلب، بل وحققوا أرقاماً قياسية في سرعة إنجازها، ونحن هنا لا نطالبهم بتحقيق أرقام قياسية ولكن باحترام المواعيد المحددة في الروزنامة المدرسية، رأفة بأبنائنا الطلاب وأسرهم. قد يقول البعض إن تداعيات الأزمة السياسية التي نعانيها منذ حوالي ثمانية أشهر لها يد فيما حصل من تأخير لهذه النتائج، غير أني أقول إنه لا يمكن أن نحمل الأزمة مسئولية كل اختلال يحصل في البلد، بل يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، فمثلما أن هناك بعض مشاكل واختلالات ناتجة عن تداعيات الأزمة هناك أيضاً اختلالات سببها الجهات المعنية والقائمون عليها الذين يبررون إهمالهم وتقصيرهم في مسئولياتهم وينسبونها إلى الأزمة في تهرب واضح وصريح من أداء عملهم، فمثلاً: صحيح أن آثار الأزمة انعكست سلباً على العملية التعليمية وكادت تعصف بها خلال النصف الثاني من العام الدراسي المنصرم خاصة أثناء الامتحانات التي اعترضت سيرها العديد من العراقيل والمعوقات، إلا أن هذه الامتحانات مرت بسلام وجرت بحسب الجدول الزمني المحدد لها دون تأخير، أما ما قد يسوقه البعض من تبريرات لتأخير الإعلان عن النتائج وإلصاقها بالأزمة الراهنة، فإن ذلك أمر غير منطقي، لأنه إذا كانت وزارة التربية ومكاتبها المنتشرة في المحافظات قد تمكنت من تحقيق نجاح باهر في إجراء الامتحانات في مواعيدها المحددة وهي العملية الأصعب، فإنها بلا شك قادرة على أن تحقق نجاحاً أكثر إبهاراً في العملية الأسهل وهي عملية تصحيح دفاتر الإجابات وإنجازها في موعدها المحدد.. أعتقد أن لدينا الكثير من الشباب الذين غلبهم اليأس والإحباط بسبب البطالة، فلا تزيدوا الطين بلة بزرع اليأس والإحباط في نفوس طلاب الثانوية العامة الذين ينتظرون نتائجهم بقلق شديد ولا يعرفون متى سيتم الإعلان عنها، فلو كان الأمر مرتبطاً بتاريخ وموعد محددين لانتظر الجميع اليوم الموعود، لكن لا يوم محدد ولا تاريخ محدد، فقط الانتظار حتى تترفق وزارة التربية بأبنائنا الطلاب وأسرهم وتريحهم من حالة القلق التي يعيشونها بالإفراج عن النتائج. «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» وأفرجوا عن نتائج الثانوية العامة التي طال انتظارنا لها، أو اطلعونا على العراقيل والمشاكل التي حالت دون إعلانها حتى الآن حتى نطمئن نحن وأولادنا، فهناك الكثير من الطلاب الذين يعلقون آمالهم وأحلامهم المستقبلية على نتائجهم في الثانوية العامة وأيضاً هناك الكثير من أولياء الأمور الذين لديهم حساباتهم ومشاريعهم المرهونة بنتائج أبنائهم الطلاب. [email protected]