إذا كان الشعب اليهودي يقول بأنه شعب الله المختار بدون استحقاق يذكر، فإن الشعب اليمني وبجدارة واستحقاق قد أصبح شعب الله المظلوم والمسروق ولن نجد له منافساً أو معارضاً، فالأحداث والمراحل والصور الحية تؤكد ذلك. لهذا فإن الأحداث اليوم تسير بتسارع مخيف لا تترك لمتخاذل خياراً غير الاعتراف بحق هذا الشعب المظلوم والمسروق والمقهور والمغلوب على أمره، من ثم العودة إلى جادة الصواب وترجيح كفة العقل والجلوس إلى طاولة الحوار بجدية وموضوعية ومسئولية وطنية، لأن تجنيب اليمن الانزلاق في صراعات قبلية وحروب استنزافية لا يعلم مداها وخارطتها ونتائجها إلا الله، واجب مقدس، لا يتخلف عنه أو يتعامى إلا فاقد الضمير والدين. من الصعب على من انساق خلف الخطاب العدائي الناقم على المجتمع أن يستشعر فداحة الخطر المحدق به لأنه بحكم الأعمى الذي يُقاد من قبل الآخرين، في الوقت نفسه مطالب بالمزيد من الكراهية والعدائية للدولة، بالمزيد من العنف والفوضى حتى بلوغ الأزمة أشدها واستفحال أثرها على الدولة والمجتمع، بدون تفكير بأن المعاناة والفقر والدماء ستطال الجميع بدون استثناء حتى نافخي الكير وجامعي الحطب ودعاة الخراب. اليوم شباب اليمن الحالمون بالتغيير السلمي وتحقيق الأحلام يسقطون تحت أقدام الراكضين باتجاه السلطة وقصر الرئاسة المهووسين بنفخة التعالي على اليمنيين والغطرسة على المطحونين من أبناء شعب الله المظلوم المسروق في اليمن. اليمنيون اليوم يقاسون الأمرين من المتمردين وقطاع الطرق، من اللصوص والمرتزقة، من دعاة الفتنة وفتاوى المعممين، من الإسلام السياسي وفظائع القاعدة والمتطرفين، من العامة الذين تقودهم العاطفة وتؤثر فيهم الموعظة الموجهة وصراخ كل ناعق من المصابين بجنون العظمة وفاقدي الضمائر. شعب الله المظلوم في اليمن متشبع بالتسامح رغم عنف المتنفذين ووقاحتهم، لا يمكن لشعب آخر أن يوازيه في صبره وقوة تحمله، جهالات الساسة وصلت حداً لا يطاق، وعنف العسكر استفحل أمره وكثرت جرائمة ، الدولة معنية بتحقيق وجودها وإعادة هيبتها وحماية مواطنيها، ليس لأحد أن ينُصِّب نفسه - مهما كبرت مكانته - وصياً أو حامياً لأحد في حضن الدولة وداخل المجتمع اليمني، إنهم يذبحون الدولة من الوريد إلى الوريد. العسكريون الذين تمردوا على الوطن ووضعوا أنفسهم في مواجهة الدولة والشعب عليهم أن يعودوا إلى رشدهم ومعسكراتهم ويتحملون نتائج جرمهم وتطاولهم على اليمنيين، ففيهم الكثيرون ممن نهبوا وسلبوا وأجرموا وتآمروا على شعبهم وساعدوا على الخراب والدمار والفوضى والقتل معتقدين أنهم فوق النظام والقانون والمساءلة والشعب. إن التغيير لا يأتي من طريقهم أو بمناصرتهم، لقد أعاقوا التغيير وأحرقوا أحلام الشباب وتطلعاتهم المشروعة. [email protected]