لم يدرك البعض أن كل فعل قبيح ضد الوطن سيكون وصمة عار في جبين من يفعله، ولم يدرك البعض أن عقوق الوطن جريمة لا تغتفر على الإطلاق، ولأن ذلك البعض لا يدرك أهمية الوطن وحق الانتماء إليه، فإنه يفعل العار الذي يعلق في جبينه إلى يوم الدين. إن من يفعلون القبيح ضد الوطن ويتعمدون الإساءة إليه صباح مساء،قد فقدوا هويتهم وباعوها للشيطان وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا أدوات بيد الغير لتدمير البلاد والعباد والطعن في خاصرة الوطن وبث سموم الفتن والتفنن في أذية المواطن مقابل ثمن بخس دراهم معدودة باتت هي وطنهم ومعبودهم، لا يذوقون راحة إلا عندما يقومون بتخريب الوطن مقابل ذلك المتاع العار. إن الحاقدين على الوطن والمواطن لم يكتفوا بأنهم قد باعوا هويتهم وضمائرهم للشيطان ولأعداء الأمة، بل يسعون للتغرير بالبسطاء من الناس والبعض من الشباب الذين وقعوا في شركهم المخيف، ولم يدرك المغرر بهم أنهم ضد الوطن والمواطن، وأنهم يشوهون الوطن إلا بعد أن تمكن الحاقدون من أحكام السيطرة عليهم، ففي حواري مع أحد المغرر بهم الذين يشاركون في تعذيب الوطن والمواطن قال بالحرف الواحد: لقد أدركنا بأننا نقوم بعمل لا يخدم الوطن ولا يحقق الصالح العام وإنما يسيء إلى يمن المجد والعزة ويركع أبناء الشموخ والنخوة، ولم ندرك ذلك إلا بعد أن أحكم الحاقدون والناقمون وتجار الحروب قبضتهم علينا، فقد رأيناهم يتاجرون بدمائنا ويزايدون بأرواحنا، وأصبح الواحد منا يشعر بالخزي والعار، وقد تمكن الكثيرون من الإفلات من قبضة تجار الحروب والمنتفعين بهذه الأعمال وعادوا إلى صف الوطن، وكم نتمنى العودة مثلهم، لأن حالنا قد ضاق. إن مسئوليتنا جميعاً أن نساعد من نجد فيه روح الولاء الوطني ويؤمن بحق الانتماء إلى وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، وأن نخلصه من استغلال تجار الحروب وقوى الحقد والكراهية، القوى التي لا تؤمن بوطن ولا تعترف بحق الانتماء للدين والوطن، وقد حان الوقت ليتحمل الجميع مسئوليته في هذا الاتجاه، لأنهم في الأخير أبناء اليمن، فهل أن الأوان لأصحاب الفكر المستنير القيام بدورهم من أجل حماية الوطن؟ نأمل ذلك بإذن الله.