وبمناسبة الحديث عن المذكرات،نجد هذا الموضوع يكاد يكون غائباً في المجال العربي،والسبب أن هذا الفن يتطلب قدراً من الشجاعة الأدبية التي تعني فيما تعني التخلص من عقد النقص. سبق الأوربيون إلى هذا الفن وهو يعني السيرة الذاتية بشكل دقيق يرصد كل صغيرة وكبيرة أو أدب الاعتراف .. وربما كان الأدباء أكثر جرأة في تقديم حياتهم الشخصية على نحو مكشوف ، ليس كل الأدباء ولكن كثيرين من المشهورين منهم ،كالأديب الشاعر بلزاك وفكتور هوجو وغيرهما وربما لأن الأدب إبداع حر،فصدرت هذه المذكرات من عقليات متحررة حدّ الابتذال والجنون، أما العسكريون والسياسيون فقد كتب كثير منهم مذكراته أو يومياته ولعل أشهر هؤلاء (الهر) أدولف هتلر في كتابه( كفاحي) وقيل أن له مذكرات حياته الشخصية التي أخذت فيها صديقته ( جوزفين) مساحة واسعة. لا أعلم من من العرب.. قادة وفنانين وسياسيين وكتاباً قد كتبوا سيرهم الذاتية على نحو صادق، دعك من الحديث عن الذنوب فلهذا كراهة دينية فلقد روى الحديث عن سيدنا النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أنه شدد على من يرتكب معصية يسترها الله عليه ثم يغدو فيذيعها في الناس ولعل الأوروبيين قد استحلوا ذلك لسببين من وجهة نظري .. الأول أن الاعتراف في الكنيسة أول باب التوبة في ثقافتهم الدينية.. الثاني ان الشجاعة الأدبية لديهم أصبحت ثقافة مبالغاً فيها . من الزعماء العرب الذين كتبوا مذكراتهم في العصر الحديث أنور السادات حين كتب ( ياولدي هذا عمك جمال) وحين كتب ( بإملاء الصحفي الراحل أنيس منصور) ( من أوراق السادات) الصادر عن دار المعارف في القاهرة 2003م . وكان أنيس منصور أو كان السادات منهجياً عند ماكان العنوان ( من أوراق) ولم يقل ( أوراق) لأن العنوان الثاني أكثر شمولاً وعموماً . هل يشعر القادة بحرج عسكريين وسياسيين، شعراء وأدباء من ذكر حياتهم وبداية تكوينهم و .... و ... ؟ نتطلع لقراءة هذه الكتابات على غرار ما صنع الأديب الناقد والسياسي احمد محمد الشامي في كتابه (رياح التغيير في اليمن).