يبدو أن بعض القوى لاتجيد أكثر من المراهنة وإطلاق الأحكام الجزافية والأوهام الخرافية، لإشاعة الفوضى العارمة وإقلاق السكينة العامة وفعل المنكرات والإساءة إلى تاريخ اليمن ورموزه السياسية وأصالته الأخلاقية والإنسانية، ويظهر بعد خلال الأزمة السياسية الراهنة أن القوى الجاهلة أو قل الجاهلية لم تستفد من سقوط رهاناتها وحنثها بالإيمان المغلظة التي أطلقتها في السابق، وهنا ينبغي على المستنيرين الذين أدركوا مصلحة اليمن وتخلوا عن مصالحهم الذاتية النفعية أن يكونوا عند مستوى الأمانة الوطنية من أجل يمن خال من الأوهام. إن ذهاب الرئيس الشجاع الجسور المؤمن بالله علي عبدالله صالح إلى الرياض للتوقيع على مبادرة الأشقاء في دول المجلس التعاوني الخليجي وآليتها المزمنة التي ستؤخذ كمنظومة متكاملة قد أعطى دلالة بالغة الأثر أدركها المجتمع العالمي والإقليمي وآمن بحكمته وحنكته اليمنيون كافة، وبذلك الفعل الوطني الإنساني الغيور يكون هذا الرجل الإنسان قد أضاف إلى سجله الوطني والديني والإنساني العظيم صفحة مجد جديدة سيكتب بأحرف من نور، ليتعلم من خلاله الأجيال عظمة الرجال ونبل أخلاقهم، وعظيم أفعالهم، وأن الوطن أعظم من كل شيء وأبقى من كل شيء. إن مدرسة الحكمة والإيمان الذي عرف به اليمنيون في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، على صاحبها محمد بن عبدالله أفضل السلام وأتم التسليم، قد برزت معالمها لدى الرجال الصادقين الأكثر قرباً من الله سبحانه وتعالى، فالرئيس علي عبدالله صالح رغم المآسي والمحن التي مر بها، خصوصاً في ذلك الحارث الإجرامي الإرهابي الذي استهدفه في جامع دار الرئاسة مع توبة من رجال الدولة في أول جمعة من رجب الحرام، إلا أن همه كان الوطن والمواطن وظل قلبه معلق في السماء يناجي الخالق جل في علاه أن يحفظ اليمن وأهلها من الفتن، واستمر على ذلك الإيمان الرباني يبذل الجهود في سبيل الخروج من هذه المحنة، ولذلك ينبغي أن يقدر هذا الفعل وأن تتضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية والإنسانية من أجل يمن آمن ومستقر وموحد بإذن الله.