الشعوب العربية والإسلامية وكل شعوب العالم تطالب بالتغيير، وهذا أمر طبيعي أو سلوك طبيعي حين تضيق أحوال الشعوب الحياتية «أمنية، معيشية، سكنية، صحية» وما إلى ذلك من الاحتياجات والطموحات المشروعة والأساسية؛ في الوقت الذي تجد قلة تستحوذ على ثرواتها ومواردها وعرقها وكل عوائد ذلك في ظل أنظمة فاسدة مفسدة تخلّت عن مسؤولياتها تجاه الشعوب تحت مسميات فضفاضة زائفة كاذبة مثل تحرير التجارة، تحرير السوق، الاقتصاد الحر، العولمة، النظام العالمي الجديد، وما شابه ذلك من العبارات المصدّرة من الغرب الرأسمالي إلى بلاد العرب والمسلمين، وهو ما يتصادم مع روح عقائد الشعوب العربية والإسلامية، سواء كانت عقيدة الإسلام أم العقيدة المسيحية الذي قال عنهما النجاشي ملك الحبشة لقائد المهاجرين المسلمين إلى الحبشة بعد سماعه عن الدين الإسلامي وما جاء به من قبل “جعفر”: «والله إن الذي جاء به المسيح، وما جاء به نبيكم، لمن مشكاة واحدة، فاذهبوا في أرضي آمنين حتى يأذن لكم الرب بالعودة». وبما أن ديانات السماء هي معتقد معظم أمم الأرض، وهي ديانات تتضمن قيماً ومبادئ واتجاهات ومفاهيم السماء، ونزولها متتالية على الرسل والأنبياء إنما كان ومازال وسيظل لإزالة الظلم والاضطهاد والاستبداد والاستغلال والاحتكار والفقر عن الشعوب وتحريرها من ذلك بإحلال العدل والمساواة والحرية والكرامة والأمانة والصدق وإقامة مجتمعات آمنة مستقرة تتوافر لها كل مقومات الحياة الإنسانية. فالشعوب العربية الإسلامية وفي مختلف دول العالم تمتلك ثروات وموارد يجب أن تستغل وتستثمر من قبل الحكومات وتوظف وتدار هذه الثروات والموارد بجهد الشعوب وآلياتها وتسخّر عوائدها لصالح الشعوب وتطورها ورفع مستوياتها المعيشية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لها وتوفير السكن والصحة والتعليم والرفاهية اللازمة لكل مواطن. وفي الأول والأخير لا فضل لأحد في ذلك، لأن الثروات والموارد هي ملك الشعوب، وليس ملك الحكومات أو الشركات، والحكومات في الأول والأخير في خدمة الشعوب.