ماإن تطأ قدمك ساحات التغيير في صنعاء التي تتسع يوماً بعد يوم تنتابك مشاعر الحرية ورفض الظلم وتسري القشعريرة في أنحاء جسدك ودماء الحرية تتدفق في جسمك بشكل قوي وأنت تسمع الكلمات الوطنية تدوي في المكان وفنان الوطن أيوب يشحن الشباب بقيم الوطنية وروح الإنتماء. وكل من يدخل ساحات التغيير والحرية في عموم محافظات الوطن يشعر بذلك القدر الكبير من الحرية والقيم الوطنية والأخلاق الحميدة والإنتماء إلى الوطن ، فهناك تنمو الكثير من الفضائل والقيم التي أوشكت أن تضمحل وتتلاشى بسبب السياسة الفاسدة . ساحات التغيير: هي نموذج مصغر للشعب اليمني القادم فيما بعد الثورة الشبابية فتضم كل أطياف المجتمع اليمني وفئاتهم وتوجهاتهم الفكرية والحزبية صغار وكبار , نساء وأطفال , شيوخ ورجال يتعايشون بألفة وتعاون ومحبة يسودها الود والاحترام. من هذه البقعة الطاهرة (ساحات وميادين التغيير والحرية) سيكون التغيير وستشرق شمس الحرية وينجلي ليل الفساد وسوف تبنى دولة اليمن الحديثة دولة المؤسسات دولة النظام والقانون التي يبحث عنها الجميع ، دولة مدنية ذات مؤسسات تتسع للجميع ولكل الفئات بما فيها القبيلة التي شوهها النظام وأظهرها أمام الرأي العام بأنها تجر البلاد إلى حروب أهلية وثأرات قبلية وتصفية حساباتهم القديمة. ساحات التغيير هي متنفس لكل الأحرار وساحات شرف وانتصار وميدان بطولة لكل من يبحث عن الشهادة والخلود ، وملتقى لكل من باعدت بهم السبل وفرقتهم ظروف الحياة وسياسة النظام. في ساحات التغيير تتجسد معنى الوحدة الوطنية الحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة وذلك من خلال تلاحم الشباب فيما بينهم وتعاونهم فيما بينهم يتشاركون همومهم وهموم اخوانهم في الميادين الأخرى ويعيشون أحزانهم وظروفهم فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،إنها وحدة الإنسان وحدة المجتمع التي يبحث عنها اليمنيون منذُ القدم وحاول النظام خلال فترته الماضية زرع الفرقة والتفرقة والمناطقية والمذهبية بين أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب ولكن الشباب أكبر من هذا بكثير ،فما يجري في عدن هو ما نحزن له في صنعاء والعكس وكذلك تعز وإب والحديدة وغيرها. ساحات التغيير هي وجه اليمن القادم قادة الغد وساسة المستقبل شباب الثورة هم من سيعول عليهم بناء دولة اليمن الحديثة دولة قوية بقوة أحلامهم وطموحاتهم الكبيرة والعملاقة يمن الشباب يمن المستقبل .. رغم كل الهجمات وأساليب البلطجة التي تطال المعتصمين بين الحين والآخر إلا أن الساحات ومنذ الصباح الباكر تتحول إلى أشهر معلم سياحي وحضاري يعج بالآلاف من الزائرين والوافدين إليها من جميع الأصناف والجنسيات المختلفة للترويح عن النفس واستنشاق عبير الحرية والكرامة. ناشط في ساحة التغيير