لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه.. فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى، ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى، فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السماء ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها. أعزائي القراء.. لن يستطيع أي إنسان مهما كانت قدراته ومهاراته أن يحقق طموحاته دون أن يكون متفائلاً تفاؤلاً جاداً خالياً من الشوائب السوداء للأفكار والقيم والمبادئ، والتطّلع نحو الأفضل لغد ومستقبل مشرق. والتفاؤل بالخير يقضي إذا أتبع بالعمل والنضال والكفاح من أجل تحقيق الغايات المرجوة وكما جاء في الحديث النبوي: «تفاءلوا بالخير تجدوه». فتعالوا نتفاءل بعامنا الجديد عام 2012 طالما اتخذنا الطموح طريقاً، والتميز وسيلة باتباع وصية رسولنا الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم: «بشروا ولا تنفروا» وهذا واجب يجب أن نؤديه نحو أنفسنا والحد من الوقوع في بؤر التشاؤم والأفكار المضللة. فكن ذلك المتفاءل الجاد الذي يرى كل شيء بدقة ويلاحظ الضرر كما يلاحظ النفع ويستخلص دوماً أفضل فائدة وأجملها من المواقف التي تضعه الظروف والصدمات القاسية والأزمات الشديدة في شتى مجالات الحياة التي نعيشها. وعلينا أن نتذكر دائماً أنه لا يوجد إنسان في هذا الكون لم يتعرض لذلك وعاش حياة كلها راحة وهدوءاً. ولذلك مكّن نفسك من علاج ما يمكن علاجه وتصحيح ما أمكن من الأخطاء، متحملاً كل ما يواجهك بالصبر والأمل وامتلاك سلاح الإرادة القوية لإصلاح النفس وتنوير العقل وبناء الشخصية ببذل كافة الجهود التي يتطلبها التعود على ذلك التفاؤل، وأن تكون على أتم الاستعداد لإحراز النجاح تلو النجاح، والحياة ليست بستان زهور خالصة، بل إن الشوك فيها إلى جانب الزهر، والمر فيها بجانب الحلو. أتمنى أن نستكمل هذا العام وقلوبنا عامرة بالأمل والتفاؤل والإيمان بالله عز وجل؛ لأنه يولد الطاقة ويحفز الهمم ويساعدنا من خلاله على مواجهة الحاضر وصنع المستقبل الأفضل. أبيات شعرية: عش حياتك بما فيها ولا تخف من ساكنيها ولا تستسلم وتيأس وتهزم وكن أنت البطل فيها إن كان الناس ذئباً فكن أنت الأسد فيها وإن كانت حرباً عليك أن تكون حاميها ولا تنظر إلى الأمس بحسرة بل قل غداً سأكون إليها ولا تنس وتذكر دوماً تجربة تعبت في تخطيها حتى إذا واجهتك ثانية تعرف كيف تفاديها فالحياة مهما كانت مرّة ستجد فيها ما يحلّيها ويجعلك مرة أخرى تبتسم ويجعل الأمل طريقاً لك فيها. أتمنى لكم حياة مليئة بالسعادة والتفاؤل.