سوريا رقم صعب في المشرق العربي، وليس من السهل تجاوز هذا الرقم، ولو بإسقاط النظام، وهو أمر غير وارد، فالنظام السوري متماسك “شعباً، وجيشاً، ودولة” حتى السوريين في الخارج البعثات الدبلوماسية والمهاجرين يشكلون وحدة متكاملة مع وحدة الداخل السوري؛ فلم نجد موظفاً دبلوماسياً يستقيل ويحتج على النظام.. والمعارضة الخارجية غير متواجدة في الداخل، وهي لا تزيد عن “بغل” يريد العدوان من الخارج الامتطاء على ظهرها إلى الداخل. لكن كل شيء ضد سوريا فشل حتى الآن، بما في ذلك العمليات العسكرية المسلحة للجماعات المسلحة داخل سوريا والتي لجأت في الأخير إلى استخدام العمليات الانتحارية مثل ما تم بدمشق في الأيام الماضية. الجماعات المسلحة في سوريا تسلح، وتدعم، وتساند من قبل الإدارة الأمريكية والرأسمالية الصهيونية، وبتعاون لا محدود من قبل “قوى عربية” للأسف الشديد لم تدرك حتى اليوم ما تقوم به من شر لن تسلم منه هي كونها لا تعلم أن سقوط سوريا يعني بركاناً سيعصف بالمنطقة العربية الإسلامية في شرق المتوسط والبحر الأحمر؛ هذا إذا استطاعوا إسقاط سوريا، وذلك غير منظور لأن سوريا جداً متماسكة داخلياً، وقوية، وقياسها مع “ليبيا” كان خطأً فادحاً. سوريا ليست وحدها، إنها جزء من جبهة عريضة طويلة قوية تمتد من لبنان مروراً بسوريا والعراق وإيران؛ أي من شرق البحر المتوسط، حتى سواحل إيران الجنوبية على المحيط الهندي، ومروراً بالسواحل الشرقية للخليج العربي، وتأتي ضمن هذه الجبهة روسيا والصين، روسيا التي وصلت حاملة طائراتها وعدد من السفن العسكرية التابعة لها إلى ميناء “طرطوس” السوري كتحذير جدي ضد أي تدخل أجنبي في سوريا. وعليه فليس من صالح أي أحد في شرق المتوسط والبحر الأحمر أن يتآمر على سوريا، ويغذي العدوان عليها. لأن أي مؤشرات لسقوط سوريا وانتصار الآخر يعني قيام قيامة المنطقة كاملة، وهي قيامة لن تبقي ولن تنذر أحداً في الشام وجواره والجزيرة العربية وجوارها.