للأسف أصاب البعض حالة من التيه والضياع, بسبب حقده على الوطن ونظرته القاصرة وضحالة فكره المريض وسوء منطقه وقبح قوله وجهله بالحياة والناس أجمعين, ولأن الحقد والقروية وقصر النظر قد أعمت البصر والبصيرة لدى ذلك البعض تجده ينفث سموم القول ظناً منه بأنه بطل زمانه وعنوان مكانه, ولم يدرك أن تفه القول قد عبر عن جهله وحقده على وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م, وأن من يقرأ مثل ذلك السم المناطقي يدرك درجة الحقد والكره التي بلغها ذلك البعض على الوطن. إن محاولة إنكار التاريخ واستصغار العمالقة في التاريخ والفعل يجعل من المستصغر صورة قميئة تحقر ذاتها وتهين شرفها وتطعن في تاريخ الوطن وتجعل صاحب هذه الصورة القميئة مهووساً غير قادر على تجميع شتات فكره المبعثر بسبب الحقد الأعمى والعصبية الجاهلية, ولأن مثل ذلك البعض عاش صغيراً ولم يرق إلى مستوى اليمن الكبير وأصر على التصغير محتقراً ذاته وصفاته, فقد ظل يكبت حقده وكرهه للوطن وتاريخه حتى جاءت الفوضى العارمة التي سامت الناس سوء العذاب فجرد لسانه وسخر قلمه من أجل النيل من الوطن ورجالاته وإنجازاته, ولم يدرك بعد أن من يطعن في تاريخ اليمن إنما يطعن في وطنيته وانتمائه. إن الفهم الخاطئ للحرية قاد البعض إلى تشويه الوطن وتاريخه وإنجازاته, وجعله ينفث سموم حقده الشخصي وسوء أخلاقه تحت مظلة الحرية, وقد قلنا أن للحرية قيوداً ذهبية لاينكرها إلا مارق لايؤمن بالقيم الدينية والوطنية والإنسانية, وأن ذلك البعض الحاقد إنما يعبر عن سوء منقلبه, لأنه لم ولن يلقى احتراماً من أحد, فلا احترام ولا تقدير إلا لمن يعز الوطن ويفتخر به, فهل يعقل الواهمون والحاقدون على الوطن أنهم يجلدون أنفسهم وأن الشموخ لمن يعتز بوطنه؟.. نأمل ذلك بإذن الله