يبدو أن البعض من الذين ركبوا موجة الفوضى غلب عليهم طابع الحقد والكره للآخر دون أن يكون على صلة معرفية بذلك الآخر، بل أن البعض من ذلك البعض قد تحولوا إلى منجمين فإلى جانب إنكار الوجود التاريخي للدولة اليمنية وكل الانجازات التي يفاخر بها اليمنيون التي تحققت منذ الثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر عامي 62، 1963م مروراً بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م وحتى اليوم، فإن ذلك البعض بدأ ينجم للآخرين ويصدر الأحكام الجزافية المسبقة. إن إنكار الحياة والاعتماد على الحقد الشخصي في طرح القضايا الوطنية يفقد الشخص مصداقيته ويخلق انطباعاً لدى القارئ من القراءة الأولى للسطر الأول من الموضوع بأن كاتب ذلك القول لا يمتلك المصداقية لأنه يظهر أحقاده الشخصية من خلال التجني واستخدام المصطلحات بصورة تفضح مكنون القائل، الأمر الذي يسيء إلى البلاد والعباد ويدلل على عدم احترام مبادئ الحرية، والانصراف عن القضايا الوطنية إلى قضايا فئوية وقروية تدل على حجم أصحاب التناولات المشحونة بالتطاول على تاريخ الوطن ورجالاته الذين نذروا حياتهم من أجل اليمن. إن المرحلة الراهنة لا تحتاج إلى المزايدة والمكايدة والمكابرة والقمر والبغض الذي يظهره أصحاب الأهواء وطالبو الشهرة على حساب الوطن، ولا تحتاج إلى المديح الزائف المغلف بالبطولات الوهمية، بل تحتاج المرحلة إلى كلمة سواء من أجل المستقبل، فبدلاً من نفث السموم والأحقاد في وسائل الإعلام المختلفة ينبغي تسخير تلك الوسائل للقيام بالدور التنويري التوعي لإحداث ثورة ثقافية ترسخ قيم الولاء الوطني وتعزز التلاحم الوطني، وكنت أتمنى من تلك الوسائل أن تكثف جهدها من أجل التوعية بأهمية الانتخابات الرئاسية وحشد الهيئة الناخبة لانتخاب رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي بدلاً من ضياع الوقت في نشر الأحقاد الخرافية، أرجو إدراك أهمية ذلك بإذن الله.