« أصبح من واجب الاعلام الرسمي إن كان يحترم نفسه ان يرسم لنفسه قواعد واضحة لاحترام مفهوم الحرية» . المقولة أعلاها ليست لي , بل للمفكر العربي “ عادل الشجاع “ .. للأستاذ الجامعي الذي كتب لسنوات عن فساد الجامعات , ولم يحظَ بقرار كرئيس لإحداها, أو عميد لإحدى كلياتها , فتحول إلى باحث متخصص في شئون الإعلام الرسمي , يُقّيم اخطاءه الفادحة , ويُقدًم نصائح. حتى اللحظة , ما زال الإعلام الرسمي , الذي يحرص الشجاع على النشر فيه , "غير محترم لنفسه" , وفي نظره , سيكون هذا الإعلام , محترماً لنفسه , وملتزماً لمفهوم الحرية , "عندما يستطلع آراء المواطنين الذين حوصرت بيوتهم ومحلاتهم من قبل المخيمين والميليشيات والعسكر لمعرفة الضرر الذي حل بهم". للأمانة , أشعر بالحسرة عندما اجد منطق استاذ جامعي , وكاتب صحفي لامع , يتطابق مع ما يقوله شخص أمي , طُلب منه قول شيء . أشعر بأن العلم احيانا لا يحقق لحامليه أي تطوّر , عندما يجعل , حامل شهادة الإعدادية , وحامل شهادة الدكتوراه , ضمن كتيبة "يحيى العابد" . سيكون الإعلام الرسمي , محترماً لنفسه , عندما يكون هو على رأس مؤسسة الثورة , وسيكون هذا الإعلام "ابن ناس" عندما يستطلع آراء المواطنين الذين حوصرت بيوتهم من قبل المخيمين في ساحة التغيير ,وإلا فإن موظفيه سيحاصرون في مكاتبهم بلا ماء طيلة أيام . أما إذا استطلع الإعلام الرسمي آراء المواطنين الذين قُصفت منازلهم في تعز , وارحب , ونزح سكانها , فإنه سيكون غير محترم لنفسه , وابن شوارع , أو "رهينة لأمزجة شخصية ومصالح آنية , وديكتاتورية أقلية مليئة بالعقد والكراهية" بحسب قوله . لا أعرف ان كان تناول الدكتور الشجاع , يعرقل الانتخابات الرئاسية , أو يتجاوز الخطوط الحمراء للمبادرة الخليجية , ويخر ق اتفاقية التهدئة في الإعلام الرسمي , لكن سأسمح لنفسي بالخرق, لأن موضوع الشجاع , في جمهورية أمس , وصف الإعلام الرسمي ب” غير المحترم “ , ولا أعتقد أن الانتخابات ستتعرقل , إذا تحملت الجمهورية مقالاً آخر .. قال رأيه الشخصي , في إعلام أنا احد منتسبيه ,وسأقول أنا رأيي . سأسأل الدكتور الشجاع , الأستاذ الجامعي , وليس المحلل السابق لقناة سبأ : هل يكون الإعلام رسمياً , ومحترماً , عندما ينشر إضاءة لرئيس البلد فقط؟ وهل يحق للأحزاب , أي حزب, أن يطلق العنان لأنصاره , ويوجههم بمحاصرة أي وسيلة إعلامية , عندما تبدأ العمل بنهج صحفي محايد , لا تضليلي؟ أليست محاصرة موظف في مقر عمله , جريمة يعاقب عليها القانون , وبما أنه لا قانون يحكم هذه البلاد , هل يعد محاصرة صحيفة رسمية , هل يكون استعراض القوة لأي حزب سياسي , بتحشيد بلاطجة , وتوجيههم لتأديب فلان ,لم يفعل شيئا , سوى أنه كان يؤدي عمله؟ ما جرى ويجري للإعلام الرسمي , لا علاقة له بالتهدئة , ولا بتهيئة الاجواء الصحية للانتخابات الرئاسية المقبلة . الأمر يتجاوز ذلك الى ماهو أخطر , من ال” 14 يوماً المتبقية لإجراء الانتخابات. ظل الإعلام الحكومي ,هو إعلام وطني , ومن المفترض أن يتجه لمناقشة اوضاع الناس كافة . حان الوقت لخلع معطف الشمولية الذي ارتداه طيلة عقود , من أجل خدمة الزعيم الفرد . من الجنون , أن يتم إحباط العاملين في الصحف الحكومية , وإرهابهم بأطقم وميليشيات مسلحة , حتى يتراجعوا عن تأدية رسالتهم , ونقل معاناة الشعب, ويتحولوا إلى أبواق تضليلية لأفراد. أن يتم الاستجابة لرغبات أشخاص ما زالوا يمتلكون القوة والسلاح , والتخلي عن الناس في مختلف البقاع , الذين رأوا في "الجمهورية", وغيرها ,ما فقدوه طيلة عقود. الربيع العربي , لم يحدث ثورات شعبية ضد الأنظمة فحسب , بل فجّر ثورة إعلامية لن يتراجع بريقها , بعد هدم جدار الخوف . ولا يمكن تركيعه بعد الآن. الصحافة الممولة من الشعب , للشعب فقط , وعلى الأحزاب أن تتركها بعيداً عن صراعاتها . والشعب الذي خرج يوماً من الأيام لإسقاط النظام , سيخرج لا محالة من أجل تطهير الإعلام , من كل الكائنات والجهات التي تحاول تدجينه وإرهاب عامليه , او تستخدمه لأي مصالح. نريد إعلاماً نزيهاً, يحترم نفسه بحق, وليس على طريقة عادل الشجاع. نريد وثيقة شرف صحفية , يلتزم فيها العاملون بالمؤسسات الرسمية , بالإخلاص للمهنة , وليس للأحزاب والعسكريين والمتنفذين. الصحافة هي عنوان اليمن الجديد, واليمن الجديد, سُيشرق قريباً. [email protected]