أقصد الانضباط المروري وأهميته في سلامة وانسياب الحركة المرورية بسهولة؛ لأنه يكفينا العدد الهائل من “المركبات” التي لم تعد تتسع لها شوارعنا وإعاقتها للحركة المرورية. أما حين يجتمع الازدحام أو الاكتظاظ المروري إلى جانب عدم الانضباط فإن المشكلة تصبح أكثر تعقيداً وأصعب على الحل؛ خاصة أن أفراد شرطة المرور هذه الأيام أصبحوا أعجز من أن يوجّهوا حركة المرور رغم كثرتهم في أغلب الجولات والتقاطعات. والمشكلة هي أن المواطن لم يعد يبالي بهم وكأن البلد ليست في انفلات أمني فقط ولكنها أيضاً تعاني انفلاتاً مرورياً ما يجعل الجميع سائقين ورجال مرور من أسباب عدم الانضباط. من عدم الانضباط ظاهرة احتلال الشوارع المحدودة في المدينة بالباعة المفرشين وأصحاب عربيات البطاط والذرة المشوية “الهند” والملسوس، فأضافوا ضيقاًَ إلى الشوارع على ضيقها. من الأمور الأخرى ابتداع مواقف غير صحيحة وغير سليمة من قبل أصحاب الدراجات النارية وتاكسيات الأجرة مثل التقاطعات ومخارج الشوارع، ناهيك عن الوقوف العشوائي للحافلات والدبابات لإنزال وتحميل الركاب أو دخول الدراجات من مداخل، وخروجها من مخارج غير جائزة؛ بل إن الكثيرين منهم يعكسون الشوارع دون مبالاة أو خوف من المرور ما يسبب الكثير من الإرباك للحركة المرورية. من الظواهر السيئة أيضاً عدم الاهتمام بإمكانيات المركبات والدراجات الضوئية؛ مما يزيد الخطر المروري وخاصة أثناء الليل، وإذا كان هؤلاء لا يبالون بأرواح الآخرين فليهتموا بأرواحهم. إنها مشكلة عويصة وتحتاج إلى التعاون من الجميع، فكما نريد دولة حديثة تقوم على القانون والنظام؛ علينا أن نبدأ بأنفسنا ونلتزم بقانون وقواعد المرور والانضباط وفقاً لذلك.