أنتم الرائعون يا شباب الثورة اليمنية السلمية (ذكوراً وإناثاً) شكراً لكم لأنكم أعدتم الأمل إلى قلوب الآباء والأمهات، ومنحتمونا الشعور بالأمن والثقة أن فلذات أكبادنا صاروا مكتملي التفكير، وموحدي المصير. لقد أسعدتمونا ببيانكم الصادرفي مؤتمركم الصحفي يوم الاثنين 6/2/2012م بساحة التغيير في العاصمة صنعاء، حينما أكدتم حرصكم الشديد على المشاركة في الانتخابات، ودعوتم الشباب في كل الساحات إلى تأييد الانتخابات، وزرعتم فرحة ما بعدها فرحة بأن يوم ال21 من فبراير سيكون عيداً حقيقياً بطعم السلام وبنكهة كل اليمنيين، وسوف تعيدون البسمة التي غابت عن الشفاه عاماً كاملاً، وسينبهر العالم بكم مرة أخرى. كم نحن فخورون بكم، وكم كنتم كباراً وأنتم تعلنون بيانكم قائلين فيه: « يا أحرار اليمن وحرائرها، إننا في المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب) ندعو جميع الثوار في الساحات وميادين التغيير وكافة أبناء الشعب اليمني إلى التفاعل الإيجابي مع العملية الانتخابية – الانتقالية - كونها تلبي جزءاً من أهدافنا الثورية، وتمنع انزلاق البلاد إلى مخطط جر البلاد نحو الحرب الأهلية.. وإننا إذ نؤكد حرصنا على المشاركة في هذه الانتخابات كونها تعتبر استفتاء شعبياً للشرعية الثورية وانتزاعاً لحقناً في إسقاط المستبد وشرعيته الوهمية؛ نجدد الدعوة لمرشح التوافق الوطني لإعلان التزامه بالعمل على تحقيق كافة أهداف ومطالب الثورة الشبابية الشعبية..». ونحن بدورنا نؤيد مطالبكم وننحني إكباراً لشجاعتكم واكتمال وعيكم ووطنيتكم، ونؤيد ما قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان عنكم رداً على سؤال حول رغبته في ترشيح نفسه لانتخابات 2014م الرئاسية: (علينا أن نبحث عن مرشحين في «ساحات التغيير» التي تم إنشاؤها في جميع أنحاء البلاد؛ لأن مستقبل اليمن في أيدي هؤلاء الشباب). لقد راهنا عليكم، وكسبنا الرهان؛ لأنكم منذ انطلاقة الثورة خرجتم لتحسين وضع البلاد، لا لإدخالها من جديد في نفق مظلم ليست له نهاية، ولذلك حكمتم عقولكم وأدركتم بصفاء تفكيركم أن الانتخابات اليمنية هي الوسيلة الوحيدة للخروج الآمن من هذه الأزمة، وأن نجاحها سيكون علامة فاصلة في حياة اليمنيين، وأن ذهاب الجميع إلى الصناديق هو الذي سيجعل العالم يعيش صدمة الحكمة اليمانية في سماء الربيع العربي، ستصنعون المعجزة في الوقت الصعب كما صنعتموها في خليجي عشرين، ومشاركتكم في إنجاح عملية الانتخابات هي التي ستصنع ملامح الاقتصاد اليمني ومستواه القادم، وهي التي ستحدد قيمة اليمن ومكانته المستقبلية في العالم، وسيرتفع رصيد اليمن العالمي بنجاح الانتخابات، وبقدر ارتفاع نسبة حشدكم وتصويتكم لرئيس الجمهورية القادم ستعود لليمن أهميته الدولية على كل المستويات. لقد أدركتم قيمة الرقم في صناعة مستقبل ثورتكم؛ وسوف تحتشدون لصناعة رقم يليق بقوتكم في الصناديق، لأنكم واعون بأن حصول الرئيس التوافقي على 80 % من الأصوات يختلف عن حصوله على 50 % من المنظار المحلي والعربي والدولي، وأنه بناء على النتيجة سيتعاون العالم مع اليمن لإعادة بناء اقتصاده والاستثمار فيه واستقبال أبنائه في كل أنحاء العالم دون علامات استفهام. لقد استبقتم الحدث وسددتم الباب على تجار الأزمات، ومنعتموهم من إفشال الانتخابات بواسطتكم، فخاب ظنهم بعد أن أصبحتم أكثر وعياً بمشروعكم، وأوصلتم رسالتكم حينما أعلنتم حرصكم على المشاركة؛ فاحتشدوا لرفع نسبة التصويت لرئيس اليمن القادم حتى لا يجد المتآمرون فرصة لوصف ثورتكم بالفشل، أو بث الإشاعات أن اليمن ليس آمناً للاستثمار، وأنه لا يصلح للسياحة ولا للبناء، وأن الشباب اليمني غير مؤهل لبناء الدولة المدنية، وأن أصوات الرصاص يجب ألا تهدأ لأن الشباب الثائر لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة. لقد كنتم أقوياء وحكماء وثواراً حقيقيين من أجل الوطن حينما اجتمعتم وأعلنتم بيانكم لإسقاط كل المؤامرات التي تحاك ضدكم وضد الوطن كاملاً، وستصنعون مستقبل التغيير الذي نحلم به في يمننا الحبيب. فبوركتم أنكم خففتم علينا قلق الانتظار، وعاشت ثورتكم حرة فتية حتى تتحقق جميع أهدافها. أستاذة المناهج المشاركة في كلية التربية – جامعة صنعاء