كنت وماأزال أتهم الصامتين بالسلبية، بل بالجبن عندما يأتي موقف وطني أو حتى عادى فلايقولون فيه رأياً أو يبدون وجهة نظر, فلما سألت أحد هؤلاء السلبيين أو الجبناء، قال: يا أخي مادام أن هذا الذي أمامك سوف يسجل ضدك موقفاً يؤذيك في العاجل أو الآجل ومادام أن الذين معك على درجة من الحمق فما فائدة رأيك أو وجهة نظرك؟ إن من الحماقة أن تكون ذا موقف في جماعة من الحمقى .. إن من العقل ومن دلائل احترام الذات أن تصمت.. الصمت يا أخي خير لمن يريد أن يسلم من الشر ويعيش سعيداً.. وهذه وجهة نظر.. غير أن إبداء الرأي بحرية وفي الحق أمر مطلوب خاصة أيام هيجان الفتن والاضطرابات، والرجل الشجاع الصادق الصالح هو رجل المواقف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا يخشى في الله لومة لائم، بشيء من الحكمة ومراعاة السلامة. إن هذا الأمر/ الموقف متعالق مع الثقافة والطبع بالدرجة الأساس .. إن الصامت هو حر في صمته واخفاء وجهة نظره، كما أن الشجاع حر في إظهار وجهة نظره أيضاً.. إن هذا الأمر مرتبط بماهية الإنسان فليس ممكناً أن نلوم مجنوناً لأنه مجنون ولانلوم عاقلاً لأنه عاقل.. مسائل ترتبط بالطبع والقدرة والفطرة او الخلقة. مجتمعنا اليمني عانى من الصامتين، وكان أولى لهم أن يؤشروا على مكامن الخلل، فالصامت مع سلبيته وصفه غالباً إنسان حكيم يقدر عواقب الأمور ولقد يكون الصمت لوناً من ألوان السخرية والاحتجاج أو هما معاً ألا ترى أن العاقل لايعلق على الجاهل أو السفيه.. يصمت العاقل أحياناً حين يكون الصمت درساً قاسياً في التربية. هناك أسئلة ترد بخصوص الأموال التي تخصص للاجئين في أبين وفي صعدة، من الداخل والخارج، بينما يسأل معظم اللاجئين عن هذه الأموال أين تذهب وكم أرقامها ومن أين جاءت، وكيف توزع ووفق أي معيار؟ والسؤال يوجه للقائمين على هذه المساعدات، وهو سؤال وجيه، يحتاج إلى شفافية وصدق.. وكنت أتمنى أن ينشر القائمون على موضوع اللاجئين الجواب بالصحف المستقلة والحكومية.. أما الصمت فيعرضهم للشبه وسمعتهم للقيل والقال. ملاحظة: تحيات مواطني تعز للاستاذ شوقي أحمد هائل سعيد أنعم, للمعالجة الإيجابية لموضوع عمال النظافة, ولابد من أن تتدخل الحكومة فعواصم المحافظات تعاني من أمراض قاتلة بسبب تكدس القمامة وانفجار الصرف الصحي في الشوارع بشكل مستفز وفج.. نرجوا الاهتمام.