سيدتي الثورة .. حين أحببتكِ أسرجتُ خيول الظمأ المسكونِ بأحلامِ الآتي والماضي والحاضر ِ من وجعِ الدنيا ... وبقايا عُمرٍ يتشظّى في أعطافِ حكايا تنضحُ بالقدرِ المخبوء بزاويةٍ منسيّةٍ من فؤادٍ كان يوماً ضحية ثقةٍ مُلقاةٍ على ناصية الروح وهي تومئ لما يشبهها فقط . اليوم ... وأنا أتلمّسُ بقاياكِ في دمي ... تلاشى الشدو .. وجفّ غدير النبض .. وشارف اليباس على توسّد كل أحلامنا الفارعات ... وهاهي تموتُ واقفةً بعد اكتمال الوجع . حقاً علينا هذا التشظّي ... هذا الوعدُ لخطيئة الهروبِ من حقيقة الفاجعةِ وهي تتلصصُ على أنفاسنا المُثخنات ِ بالوجل . الليلة... شارفتُ على الفراغِ من حقيقتكِ المدويّة في مفاصل وهمي ... وها أنا أجرعُ صرخاتِ البقاء وهي تتكوّم على مداراتِ الحنين مُذ انفرط العقد ...وتطاير دخان الحُداء ..وأُثقلت الروح بماجادت به تمائم السماء في بقايا آخر ضحكةٍ شاهقةٍ رسمتها في عيونِ الأرضِ ... يوم تشكلنا دمعة فرحٍ لشهداءٍ انهمروا عنوةً من إبريقِ الفراديس . ها نحنُ بذات ِ اللهفةِ نخطو معاً على صفحةٍ من يباسٍ يتيمٍ كان يتدحرج بنا ماء نباته ذات اخضرار ... بذاتِ الانعكاس ننشطر دمعتين بائستينِ أشدّ حُرقةً من جحيم الظنون ِ ونقمة السماء . تدحرجنا على امتداد الآمالِ ... ووشمت الأشواكِ سهامها على خلجاتنا ..وارتطمنا بنتوءاتٍ هي أحنّ على الرمل ِ من أكبادنا ... وارتطمنا بأزليتنا الشاهقةِ .. كأوهامنا .. أننا بقايا البهارات من رماد الثورة.