قرأته خبراً صغيراً في موقع مغمور, نقله عنه موقع آخر, واعتبر الاثنان أنهما حققا سبقاً صحفياً أو أنهما بالمجمل انتصرا, أعلم علم اليقين أن الخبر خبر وهو ملك القارىء, لكن حين أربط ما حصلت عليه من معلومة بشخص فلان لأن لي موقفاً ضده, أو هو محسوب على هذا أو ذاك , ولأن الأمر يستدعي الوضوح والشجاعة تتطلب ذلك , فالخبر خاص بموضوع «إذا صح» أسري له علاقة برجل عام, ولأن الفروسية تستدعي أن يكون الصحفي وصاحب الرأي فارساً في علاقته بالآخرين , فالفروسية تستدعي الترفع وأن نتعامل مع ما هو شخصي كذلك، وما هو عام فلنخض فيه حسب القواعد المهنية وبما لا يتعارض مع القانون ,وبالمقابل فلا أقبل أن يأتي رجل عام ويقول بالحرف الواحد: لا تشر إلى هؤلاء «الصغار» , فمن العيب أن يصغر الرجل العام إلى درجة التباهي بالإساءة للآخرين مهما بلغ الخلاف بينه وبينهم, ولا أقبل أن يأتي أي شخص وعلى صفحة الفيسبوك الرئيسية ويصف فلاناً من الناس العامين بأنه «أنجس من بول الكلب» , هذا معيب وغير أخلاقي ولا جدال في ذلك مهما بلغ الخلاف بين الناس, وعلى الفيسبوك أيضاً أرى كثيرين حين يتعاملون مع الرئيس علي عبد الله صالح فيستخدمون ألفاظاً نابية لا تليق, لا تليق على الاطلاق , أو صوراً يتم استخدام الفوتوشوب لتغييرها كما يريد من يريد إيصال رسالة ما, فلا أقبل مطلقاً أن يساء إلى الرجل كإنسان, وعلى فكرة من سيقرأ هذا على أنه محاولة للتقرب , أو محاولة مني للفت نظر أحد، خاصة مع مشكلة الصحيفة فله أن يعتقد ويفكر بالطريقة التي يريدها, أنا إنسان وصاحب قلم أتعامل مع الناس جميعاً رؤساء ومرؤوسين باحترام مهما بلغ الخلاف أو اختلفت رؤانا وبتواضع, ومثلما نقول تعاملوا مع اسم ومرحلة الإمام أحمد بتجرد واحترام وقيموها كأي مرحلة, نقول قيموا 33 عاماً بتجرد والقانون والدستور فوق الجميع , أما الإساءة الشخصية لهذا أو ذاك فليست من الأخلاق ولا الفروسية في شيء. المطلوب أن نكبر وأن نتجاوز الصغائر إذا كنا نريد أن نبني وطناً يظلله القانون ونحتمي فيه بمظلة الدستور, إذا كنا نريدها دولة مدنية, فالقانون الذي هو عمادها يحاسب من يتجاوز في العام إلى ما هو شخصي, وإذا كنا نصرخ ممن أساء إلينا بألفاظه واتهاماته فكيف نكررها نحن, ونقول مثلاً: هذه من الأخلاق الثورية, أقول هذه ولا من أخلاق الأثوار, وحين وصف مسئول عام شباب الساحات ذات مرة بأنهم «أثوار» وليسوا «ثواراً», قلت في نفسي إنه افتكر بأنه حقق هدفاً بأن أساء إليهم, لا.. هو احترمهم من حيث لا يدري, فالثور مخلوق كريم, إذ يكفي أنه بقوته يشق الأرض ليضع المزارع بذرة الخير في باطنها تخرج سنابل تزيد جمال الأرض اخضراراً, وتسد رمق الجائعين بالحبوب, أليس كذلك؟ , وكم تفاخر أهلنا بأثوارهم حين كانوا لا يزالون يحبون الأرض ويحترمونها, أما الآن فقد نسيناها فبارت بما عليها!!!. أعود إلى ما أنا بصدده فأقول إن الثورة أيضاً في معنى من معانيها احترام لذات الإنسان, وترفع, وسمو, وإلا فلتذهب إلى الجحيم إذا لم نرسخها في أذهاننا وأبنائنا من بعدنا هكذا, وبالمقابل فمن يشير إلى الثورة أي ثورة بالمطلق بأنها فعل «فاضح» فهو كريه وضعيف فوحدهم الكبار من يتعاملون مع أي فعل إنساني عظيم كالثورات بترفع مهما كان لهم آراؤهم المخالفة وهم بائسون إلى درجة العدم, فلنترفع ونتعلم كيف نختلف, ونتباين برجولة وشجاعة الفرسان ونترك أولادنا وأهلنا بالمجمل بعيداً عن خلافاتنا العامة وتبايننا في آرائنا ولنحترم الذات الإنسانية التي كرمها رب العباد. [email protected]