تعتبر الأمراض السرطانية من الأمراض الفتاكة للبشر، فمنذ زمن والأمراض البئوية المختلفة ومنها أمراض السرطان المنتشرة في اليمن لم يكن يعرف لها مسمى وذلك لغياب ما يجب ذكره من الطب الحديث، حيث كان أبناء اليمن يتداوون ببعض الأعشاب والكي بالنار والشعوذة، وفي عصرنا الحالي ظهر الطب الحديث من خلال العلماء والباحثين والمتخصصين الذين يعملون ليلاً ونهاراً للبحث عن الأسباب والمسببات لوجود المرض وأعراضه وكيفية العلاج والوقاية منه من خلال التجارب المستمرة والتطبيق العملي، فعلماء الشرق والغرب والشيء اليسير من الباحثين والعلماء العرب يعكفون للوصول إلى دواء لكل مرض على حده ما جعل الجزء القليل من الدواء الخاص بالأمراض الفتاكة كداء السرطان وداء الادز وأمراض الكبد الوبائي وأمراض الحميات وغيرها في متناول المريض، كما أن الأطباء المتخصصين لهذه الأمراض وإن كانوا محدودين في اليمن يعملون بحسب الإمكانات المتاحة لهم، والعيب ليس فيهم بل الدولة التي لا تعير الجانب الصحي اهتماماً مثله مثل بقية المشاريع الأخرى التي تتطلبها الحياة. ولأهمية وجود الأبحاث العلمية والتقنية لم يكتفِ العلماء بما توصلوا إليه من أبحاث إنسانية في مجال تطوير الطب الحديث بما فيهم المخترعون للأجهزة التقنية المساعدة للاكتشاف المبكر للأمراض بأنواعها، بل جعلوا من هذه الأبحاث والاختراعات الإنسانية سبباً من الأسباب التي تساعد البشر على الخروج من معاناة الأمراض التي تفتك بهم من يوم إلى آخر وكل ما توصل إليه العلماء الباحثون من اكتشافات لجميع الأمراض فضل من الله لعباده، كما أن الجهد لا يقتصر على الأبحاث النظرية بل عملت الشركات المصنّعة على عكس العمل النظري من أبحاث ودراسات إلى واقع ملموس من خلال صناعة الدواء المتطور والفعّال والنافع، فمن الشركات العربية التي أسهمت وتساهم في صناعة الدواء المتعلق بالأمراض الفتاكة كمرض سرطان الدم (لوكيما) بالإضافة إلى ثمانية أنواع من العلاجات الجنيسة لأمراض مختلفة إحدى الشركات الأردنية، وهي أول شركة عربية تصنع أدوية متعددة الجنسيات منها دواء السرطان نوع (إيماتنيب)، ويعتبر من العلاجات المتطورة والفعالة بما في ذلك التركيز على تطوير وتصنيع وتسويق مجموعة كبيرة من الأصناف الدوائية المصنعة بولوجياً. كما أن لها شراكة مع إحدى الشركات المتخصصة في الأدوية البيولوجية والأجسام المضادة وحيدة النسيلة ومجموعة من الأدوية البيولوجية التي تسهم في حياة الإنسان وهي شركة (سيل تربون الكورية)، كما أن هناك شركات مصنّعة لبعض الأدوية المختلفة في كل من مصر والسعودية والإمارات ويعتبر هذا إنجازاً نفتخر به كأمة عربية معظم سكانها مصابون بأمراض خطيرة وفتاكة ومن أهمها أمراض الدم والأورام التي يصعب علاجها من خلال الجرعات الدوائية حديثة الصنع نوع (اليماتنيب) نظراً لارتفاع سعره، حيث إن الجرعة للمريض تزيد قيمتها عن أربعمائة وتسعين ألف ريال يمني بواقع أربع كبسولات يومياً، ومع أن الدواء لا يشفي المريض بجرعة أو جرعتين أو ثلاث وما فوق وإنما يعمل على مساعدة المريض للحد من خطورة المرض بصورة دائمة حتى يشفى أو يتوفاه الله، ويعني هذا أن الدولة ممثلة بوزارة الصحة والسكان هي المسئولة عن صحة وسلامة مواطنيها ولابد أن تتحمل المسئولية الكاملة في سبيل رعاية مواطنيها المصابين بأمراض السرطانات المختلفة والأمراض الأخرى من خلال وضع موازنة مالية تخصص سنوياً لمواجهة قيمة الدواء للأمراض الخطيرة التي يصعب على المريض شراؤها إنقاذاً لحياته. وكما يعلم الجميع أن الأمراض المختلفة في اليمن تفوق 90 % بسبب الأمية وعدم وجود الثقافة الصحية والرعاية الطبية الشاملة في جميع محافظات الجمهورية خاصة في النواحي والعزل والقرى البعيدة عن عواصم المحافظات، فأمراض الدم والأورام والحميات من أكثر الأمراض انتشاراً في المحافظات النائية مما يصعب على المريض اكتشاف ما يعانيه من الأمراض مبكراً لعدم وجود الوحدات الصحية والمراكز المتخصصة والأطباء المتخصصين والمستشفيات الجامعة على مستوى كل محافظة في الجمهورية ليتم تحديد المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه، فمثلاً أمراض السرطان لا توجد على مستوى الجمهورية إلا أربع وحدات متخصصة للأورام وتفتقر إلى المزيد من الإمكانات والتقنية الحديثة والفنيين المتخصصين والأطباء المؤهلين تأهيلاً علمياً والدواء الذي يعتبر رأس الوسيلة, كما أن هذه الوحدات المتخصصة للأورام لا توجد إلا في عواصم المحافظات الأربع تعزعدنحضرموتإب ومركز متخصص لأمراض الأورام والدم ومقره الأساسي في صنعاء، مما يصعب على المريض الوصول إليه وإلى وحدات الأورام المشار إليها لبعد المسافة وما يترتب على ذلك من مصروفات مالية مقابل النقل والسكن وغيرها.. وهذا الأمر ليس بهيّن على المواطن اليمني الذي لا يقدر على متطلبات أسرته من الطعام والشراب فما بالك بقيمة الفحوصات والعلاج والتنقلات والسكن وغيرها.. كما أن هناك مؤسسة تعنى بأمراض السرطانات ولها تمويل كبير ومهامها تقتصر على تقديم الخدمات العلاجية للأمراض, إلا أن دورها غير فعّال وإن وجد بشكل يسير وبحسب المعرفة والوجاهة..! أملنا كبير في الله تعالى وفي حكومة الوفاق أن تجعل من الصحة تاجاً على رؤوس المرضى, وهذا ليس بكثير على الدولة بل هو جزء من مهامها الإنسانية والوطنية.. متمنياً للدولة والحكومة التوفيق فيما نصبو إليه.