المنطقة العربية ونحن جزء أساس منها - باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لأكثر من مشروع سياسي قادم ... ومن يقل بغير ذلك يجافي حقائق التاريخ . فبمجرد العودة مثلا الى الوراء نرى كيف انقلبت التحالفات والمصالح رأسا على عقب بين عشية وضحاها . فما كان أحد يصدق ان تتنكر دول كدول الخليج العربي للشقيقة سوريا العضو الفاعل في تحالف ماعرف ب( اعلان دمشق) ابان حربي الخليج الاولى والثانية . وكل ماقدمته سوريا من تضحيات بسمعتها تعد الأكبر على المستوى الشعبي في الوطن العربي عندما رمت جانبا بشعار القومية العربية بتحولها الى يد مساعدة لإسقاط النظام العربي في العراق. وما دامت الامور تسير على هذا النحو فحري بكل العقلاء في اليمن ان يعتقدوا اللحظة انهم سيتمكنون من الاستفاذة من كل صنوف الدعم المختلفة ليخرجون بمشروع يمني مستقل عما رسم وخطط له... فإن ذلك يعد من سابع المستحيلات . لم لا ؟ففي ظل هذه الضبابية وتجاذب المنطقة بين اكثر من معسكر فإنه يصعب التكهن بمآل الأمور .. وكيف تعجز دولة تحب اليمن وتدعم ثورته حتى النخاع ان تبخل على الشعب اليمني باعتذار مقتضب من فيصل القاسم ؟! وعلى هذا المنوال يمكن قياس نبض باقي الحلفاء سواء في الرياض او طهران أو حتى واشنطن وباريس. وهل يسمح اليمنيون لوطنهم ان يتحول الى لبنان آخر بعد أن صار المشروع السوري على حافة الانهيار؟ نقول هذا لكل عقلاء اليمن بمختلف مشاربهم واطيافهم السياسية , ولا نقول العرقية ولله الحمد ... وعليهم التفكير باليمن وأمنه واستقرره ومستقبل أجياله قبل أي شيئ آخر.