لست أدري ماذا يريده هذا النظام المخلوع من هذا الشعب الثائر،والجائع والموجوع الذي تجرع السم الزعاف، والموت الزؤام منذ33عاماً على أيدي هذه العصابة المستبدة، والمستغلة لمقدراته، ومكتسباته، ألا يخجل من ذاته الشريرة وهو يمارس سيادته المضطربة المريضة أصناف العذاب، وأقبح العقاب بحق هذه الأمة المغلوبة على أمرها، أما يكفيه هذه المدة الزمنية القياسية؟! التي مرت كأنها آلاف القرون علينا تجشمنا خلالها الكثير والكثير مما تعجز الألسنة عن وصفه ويقف الإنسان مذهولاً أمام مفردات وحقائق جرائم هذه السلطة وما ارتكبته من أفعال مشينة بشعبنا الطيب الصبور والمسالم؟!.. أليس هذا هو النظام بخيله وركابه وخيلائه من دمر وسحق ونهب وسلب وانتهك بأسوأ ما فيه أحسن ما فينا أرضاً وإنساناً وها هو حتى اللحظة يفرض علينا حصاراً شيطانياً جهنمياً في كل شيء يضرب بمدافعه الخبيثة أبراج الكهرباء، ويتركنا بين قطع الليل الظالم المظلم الموحش..ويختطف كالحدأة اللقمة من أفواه الجوعى ويضرب برصاصات إثمه وعدوانه رقاب، وصدور شبابنا الصامد في ساحات وميادين الحرية والتغيير...وينشر دواء فساده وإفساده إلى كل نفس وبيت ويقتل ويسجن أحراراً وحرائر هذا الوطن المستباح.. حتى الأجانب لم يسلموا من أوجاع، ومؤامرات وخداع هذا النظام المنحط الفاشل...لماذا كل هذه الضغائن والأحقاد؟! وماذا جنيناه حتى نستحق هذا الانتقام..ألأننا صمتنا دهراً وصرخناً عاماً نطالب برحيل نظام العسكر بثقافته الاستبدادية والقمعية والبوليسية، فكان جزاؤنا ما جازى به ملك الفرس، المهندس سنمار..أي ذنب ارتكبته الجماهير الجائعة والخائفة في أبين وحضرموت، وأرحب وتعز العزيزة والغالية الثائرة التي في يوم مشئوم أسود كانت غلطتها التي لا تغتفر أنها أجلستك سدة عرش الرئاسة وهي من دعت لإسقاطك ونظامك المجنون، أملاً في تكفيرها عن ذنب الأمس المغلوط..فكان الدمار والخراب والإرهاب والمحرقة الجزاء على كل ما قدمته لنظام الأمس المخلوع والمرفوض اليوم..أريد أن أقول مشفقاً لهذا النظام المتهالك الوشيك على التداعي والانهيار أن يكف عن أفعاله وأقواله المصابة بالهوس والارتباك وأن يرفع الراية البيضاء للشعب كل الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في العيش والبقاء واختيار حكامه نفسه بنفسه وأن يمضي قدماً في تحقيق آماله وطموحاته المتمثلة في بناء الدولة المدنية الحديثة.. البعيدة عن حكم العائلة..وأن يدرك أن الثورة الشبابية الشعبية انفجرت وتجذرت وما على الواهمين بعودة الأمس الذي فات إلا الرحيل.