من حُسن حظ الثورة الشعبية أن الثورة المضادة تعمل بشكل مكشوف وتوضح أهدافها للجمهور بصورة توفر على الثورة توضيح الحقيقة.. فهذا المفكرالكبير، يعتبر الثورة عبارة عن بيضة و«الأحمر» فيها ملك خاص له ولأسرته ولايجوز لعامة الناس، وعلى الشباب المغفل بحسب رأيه أن يخرجوا«الأحمر» ويسلموه هدية للسلالة والعرق النازل من السماء «بلبابي» ليأكلوه، وهنا فقط تكون ثورة صح، وهذا مايريدونه من الثورة، ولم يخف الرجل شيئاً، وتحدث المفكر الهمام بصراحة عن ضرورة أن يكون الرئيس من آل البيت ومن أسرة محددة، لكي يكون هذ المنصب «غير بشري» بحسب وصفه، يعني أيش غير بشري؟ يعني «جني» أو عفريت مثلاً أو ملائكة تمشي في الأسواق؟.. هل يتوهم هؤلاء أن الشعب ثار وضحى لقلع أسرة وتنصيب أسرة أخرى أسوأ؟. هل يوجد أجهل وأوقح من هذا التعالي على عباد الله والتجني على رسول الله وهو من بعث بالمساواة والقضاء على العصبية والتمييز على أساس سلالي أوعنصري الذي يتميز به الصهاينة المغضوب عليهم؟. ولم يقل لنا المفكر الهمام هل يمكن فحص الجينات لمعرفة السلالة المطلوبة «غير البشرية»، حتى يكون الناس على بينة من دينهم وهم يتميزون إلى سادة وعبيد؟ يكفي عند المفكر الداهية أن أحزاب المشترك قوية شعبياً لكي يعلن عليها الحرب بنسبة قوتها في المجتمع الذي يسعى هؤلاء لاضعافه وتجهيله لكي يمارسوا عليهم السحر والشعوذة كما تم في الماضي، فتقوية الضعيف بإضعاف المجتمع وقواه الفاعلة هدف عند هذا الظلام، واليمن بنظرة هذا «المتحول»، غير قادرة على تنظيم نفسها أو اختيار رئيس بدونهم. نحن أمام إعلان عنصري غير مسبوق؟ ونسي هذا الفاهم أن اليمنيين ومنذ مجيء الأئمة من الخارج قبل مئات السنين في غفلة من الزمن لم تستقر اليمن ولم تخل من المجازر بقيادة المدعين بتمثيلهم الخالق، والتاريخ يحدثنا عن هذه المذابح التي كانت تتم باسم الله. المفكر «غير البشري» وبحسب من يعرفه هو أحد المشرفين على مكتب تسفير اليمنيين إلى إيران، وهو اعترف عن علم أن اغلب من يسافرون إلى إيران هذه الأيام هم من الأمن القومي، وهذه الحقيقة الوحيدة التي تحدث بها، لكنه لم يقل لنا عن علاقته الشخصية بهذا الجهاز، وهل هو رئيس شعبة السلالة «غير البشرية» في الأمن القومي مثلاً؟. ولماذ لم يبلغ أصحابه الايرانيين ليمنع توافد الأمن القومي إلى إيران إلا إذا كان (غير البشري) يعمل بأكثر من شريحة أو أن المشروع أصبح مشروعاً مشتركاً للانتقام من اليمن وهذا ما يعيه الشعب جيداً.. الجميل في هذا الطرح الواضح وبدون «تقيه» هو توعية الناس بالحقيقة المزعجة من المصدر وهو عمل يدفع لتوحيد الشعب أمام خطر تاريخي تخلص اليمنيون منه في ثورة 26 سبتمبر ويراد إعادته للانتقام من الشعب. أحد الشباب الساخط على الإصلاح والمشترك بسبب أخطاء إدارية وسياسية قال إنه الآن يشعر بالخطر على اليمن، ولهذا يعتبر الإصلاح والاشتراكي والناصري والقوى الوطنية القوية صمام أمان للوطن وعائقاً أمام تغول هذا الفكر الظلامي وأحقاد التاريخ ... ..!!