أيهما أفضل عند كثير من أبناء تعز أن يتم تحلية مياه البحر أو أن تتم إقالة المحافظ الصوفي؟ الثوار في الساحات سيقولون إقالة المحافظ، والبسطاء في البيوت سيقولون تحلية مياه البحر.. طيب وماذا بعد إقالة المحافظ، سيقول الثوار هيكلة الجيش! شرارة الثورة انطلقت من تعز ومعظم الشهداء من أبناء تعز والدمار الآن استوطن في تعز، ومن يدري كم سيموت من أبناء هذه المحافظة في العامين القادمين؟ الموت حق، بيد أن الحق أيضاً أن نثور على لم يلتفت لتعز، نريد الرئيس أن يلتفت لشوارع اكتظت بالعصابات ولمؤسسات يعبث بداخلها المرتزقة واللصوص، يلتفت لاثنين مليون آدمي يعيشون بدون ماء، مااااااا، مااااااا ياحكومة الوفاق، مااااااا، نريد أي كائن كان أن يضمن لنا لتر ماء يومياً وسنخرج معه بصدور عارية نهتف للحرية أو حتى للدمار، تعز تموت عطشاً ونحن مشغولون بهيكلة الجيش وإقالة الصوفي، ياااارب خلصنا من الصوفي إذا كان المحافظ الجديد أياً كان إصلاحياً أو حتى كردياً سيضمن لنا تحلية ماء البحر، خلصنا، خلصنا يارب من أزلام النظام السابق ومن الثوار إذا كان وجودهم سيمنع ويعرقل مشروع التحلية! تعز فقدت بهاءها على الرغم من تضحيات أبنائها، تعز السباقة إلى كل شيء صارت الأسوأ في كل شيء، تعز تحتاج الآن إلى ثورة عارمة، ثورة تفرض على الدولة مساواتنا بحجة والمحويت، حيث يغتسل فيها المرء مرتين في الشهر الواحد، نريد دولة مدنية أو قبلية تساوي تعز بمأرب وشبوة والمهرة، أن تساوينا بإسطبلات خيول المشائخ، حيث لا يعطش بداخلها فأر أو أرنب، نريد لتعز أن تستعيد عافيتها من جديد شريطة أن نهيكل ضمائرنا قبل البحث عن هيكلة جيش لن يحمي في الأخير سوى عيال مطلع، نحن أصحاب منزل مازلنا مطحونين بصراعات جوفاء حتى العظم ومعجونين بأوهام أكبر من طاقاتنا. دعونا ياثوار وياأزلام وياجن وياأولاد الحلال ننتهز كل الفرص القادمة لخدمة مدينتنا المجنونة، نحن حتماً لن نضر بمصلحة الوطن إذا طالبنا بعشرين لتر ماء يومياً لكل مواطن تعزي، عشرين لتر ماء وليس نفطاً وكفى الله أبناء تعز شر العطش والموت قهراً.