في مقالة بعنوان (من حق الآخر ان يقول رأيه) .. وجه والدي الحبيب الأستاذ محمد المجاهد صفعة إلى وجهي جعلتني مساء يوم النشر في غيبوبة لم أصحُ منها إلى صباح اليوم التالي حينها بدأت استوعب حجم الإساءة التي ارتكبها في حقي وبحق تاريخه .. ذلك اني منذ نعومة أظفاري اتغذى بأفكاره وقناعاته التي ستظل نبراساً لقيم الحق والصدق والأخلاق ولأنه كذلك كان ما جاء في مقاله ينافيه جملة وتفصيلاً فمنذ بداية شبابي ووالدي العزيز يروي لي ويذكرني دائماً بحادثة اعتداء الشيخ الشائف على الدكتور حسن مكي في حوش القصر الجمهوري وكيف كان لهذا الاعتداء من دور في فضح شكل نظام صالح المخلوع وإظهار الوجه القبيح له حيث انتهت القضية بهجَر للقصر ووضع الدكتور مكي على الهامش.. ولا أدري كيف تحول الشائف إلى وطني الآن؟! ظل والدي يؤكد بأنه لو كان هو مكان الدكتور مكي لترك هذا البلد بما فيه من عفن راحلاً للبحث عن بلد آخر يحترم الحقوق والحريات ..(وأقسم انه فاعلها)..وفي مجموعة مقالات له نشرت في الثقافية الصحيفة سابقاً ؟ أظهر والدي عداءً غير عادي للعبة التوريث التي حاول صالح فرضها علينا لأعوام وأنا على يقين انه مازال رافضاً للفكرة انما ( كبوة فارس) كما قيل سابقاً فمن المخجل ان يطرح اسم أحمد علي ولو بالإشارة كمرشح للرئاسة حتى في مقال ولو كان من باب المكايدة لأن ذلك يجرح مشاعر كل من كان لهم يدً وموضع أصبع في ثورة فبراير ويسيء اليهم فكيف إذا كان من أقدم على ذلك هو الأستاذ محمد المجاهد بتاريخه النضالي الرائع في مجال الصحافة والسياسة أيضاً فهو أي والدي قد لا يرى أنه يسيء لتاريخه وقد يمنعه كبرياؤه عن الاعتراف بذلك لكنه يسيء لمحبيه ولمن ينهلون حتى الآن من تاريخه .. جميعهم صعقوا عند قراءتهم للمقال والبعض شكك في ان هناك من أرسل المقال منتحلاً اسم المجاهد وانا تمنيت ذلك. والدي العزيز: لأنك علمتني ذلك فتقبل نقدي وعتبي ولست أقصد الإساءة لقامتك التي أراها تطاول السماء وأنا أعلم علم اليقين انك اطهر من وطأت قدماه تراب هذا البلد التعيس بحكامه .. ولأني أراك اكبر من أحمد علي والشائف ومن الجميع مكاناً وخلقاً جرحني جداً ما جاء في مقالك وجرح كل من أحبك من قرائك وتلامذتك .. وأرى ان شهداء وجرحى ثورة فبراير وكل من شارك فيها بحب يستحقون منك غير ذلك وقد ظل الكثير ينتظرون انحيازك لهم ومازالوا كذلك أما انا فعلى أمل انك ستعود إلى مكانك الطبيعي بين صفوف الغلابى ولن أفقد أملي .. والثورة وان كنت ترى ان هناك من أساء لروحها أشخاصاً كانوا أو أحزاباً فهم ليسوا بباقين والأيام ستكشف أكاذيب كثيرة انما الثورة هي الحقيقة الوحيدة الباقية ومن تبقى في الساحات سيثبتون ذلك ولم يحن بعد موعد إعلان النصر لذلك نريدك ان تكون مع من يروك كبيراً وليس مع من يحاولون العبث بتاريخك في الخفاء. إلى البكس لست مستاءً من اندفاعك في الرد على والدي فلو كنت مكانك لفعلت انما ما أوردته عن تاريخ المجاهد في صحيفة الجمهورية كان ظلماً وان كنت لست ملماً بهذا الموضوع فاسأل .. المجاهد تعين في الجمهورية عام 82 وكانت الصحيفة بمقاس ( الثقافية) سابقاً وتصدر أربع صفحات وبميزانية شحيحة وبمجهود شخصي منه أصبحت على ماهي عليه الآن ولم تكن يوماً معتمة إلا بعد ابعاده من رئاسة التحرير عام 95م بسبب خلاف بينه وبين صقور المؤتمر آنذاك لأنه (حيّد) الصحيفة في حرب 94م وكان يقوم ببتر خطابات صالح حينها ويعمل على نشر خطابات البيض بمهنية.. وغير ذلك أسأل من أين ظهر عبدالحبيب سالم وعبدالله سعد وهم من أجرأ الكتاب في ذلك الوقت وأقوى مقالاتهم نشرت في الجمهورية في عهد المجاهد وهو صاحب أول صحيفة معارضة تصدر في تعز ( الرسالة) أيام القاضي عبدالرحمن الارياني والعمري ومحمد خميس وبسببها حبس أكثر من مرة وهرب إلى عدن غائباً عن أهله وأولاده أربعة أشهر أو أكثر..واسأل أين كانت الجمهورية قبل ثورة فبراير وفي هذه إسأل سمير اليوسفي وضف أيضاً عن سبب بتر أخبارنا وتقاريرنا الآن بعد الثورة ولما يراد تحويلها إلى بوق النظام مرة أخرى بعد تحررها؟ عليك أن تسأل كثيراً ومن واجبي ان أدفع عن والدي الظلم لأني أعلم انه نظيف جداً ولأنه إلى اليوم لا زال يحمل هم المؤجر وايجار البيت مثله مثل العامة لا يملك منزلاً وقد يكون البعض من العامة حاله أفضل منه إلا أنه لا يشكو وقانع بما قسم له وهذه قد أراها سلبية منه لأنه لو لم يكن راضياً لخرج ثائراً كما خرج الجميع. فلا يجعلك غضبك تقسو على الخلق ولتعلم انه تلقى اتصالات عديدة أثناء حصار الجمهورية وبعد ان طلع اليها وعرف حقيقة ما يحدث كان رده على كل من اتصلوا قاسياً جداً ولم يحاولوا الاتصال مرة أخرى ومنهم محمد صالح الأحمر وقيران وفيهم عبده الجندي. لم يغيضني من مقالك إلا ما رديت عليه أما الباقي لو كنت مكانك!!! إلى الأستاذ أحمد عثمان ردك رائع وفيه من العتب ما يُخجل وانت كبير أيضاً.