ما بالُ أُناسٍ فقدوا صوابهم وضلّوا عن الطريقِ السوي تاهوا في مسالك الشر والجور والضلال ، ولأنهم كذلك فقد سعوا ويسعون ويعملون ويجندون من اجل نشر الفوضى وإقلاق أمن وسكينة المواطنين فتارة يقطعون الطريق وتارة يطلقون الرصاص لإثارة الخوف والرعب ، وأخرى يتقطعون في الطرقات ويسلبون الناس حقوقهم وممتلكاتهم من سيارات وغيرها ، ومنهم من يتهجم على المنازل ويسطو على المتاجر لسرقة ما فيها إن لم يقتل أصحابها . والأكثر من ذلك ظهور مجموعة من شذاذ الأفاق إستغلوا الوضع لممارسة ما يحلو لهم من الجرائم ضد إخوانهم من المواطنين والجنود فيقتلون ويذبحون ويهتكون الأعراض ويعيثون في الأرضِ فساداً، فيا لِغرابة ما يحدث في وطننا الحبيب “اليمن السعيد” . أقول لهؤلاء ومن يدعمهم ويجندهم : نحن اليمنيين كل اليمنيين في سفينةٍ واحدة فأيٌ منا يعتدي على هذه السفينة بالخرقِ أو محاولة تعطيل محركاتها فكلُ من في السفينة سيغرق ولن يستثنيكم الغرق . فيا إخوتنا ندعوكم لأن تجلسوا مع ضمائركم وتراجعوا حساباتكم فبأعمالكم هذه تسيئون للإسلام وللوطن ولأنفسكم فندعوكم والوطن يدعوكم والإسلام يدعوكم لأن تكونوا أصحاب حكمة وثقافة وحضارة وتُمثلوا قيمنا الإسلامية السمحة السامية والنبيلة وأن تنأوا بالخلافات جانباً ، فالوطن غالٍ وينتظر منا الكثير فلا نختصم فيه ونترك مجالاً للأعداء وهم كُثر أن ينالوا منا . فلتكن تصرفاتنا مسئولة أخوية صادقة مليئة بالحب والسلام فنحن في وطن واحد وديننا واحد وطالما نحن كذلك فمشكلتنا واحدة وجراحاتنا واحدة وسعادتنا من سعادة وطننا الواحد وأعراضنا واحدة ودماؤنا واحدة ، فلا نختلق المشكلات لوطننا وأنفسنا وندمي جراحاتنا ونسفك دماء بعضنا ونسلب الناس حقوقهم وممتلكاتهم ونقلق هدوءهم وراحتهم ونكيد لبعضنا وننشر العبث والفوضى وإقلاق الأمن والسكينة في بلدنا العزيز، فمثل هكذا ثقافة يجب أن نئِدها ونرفضها ونتخلى عنها .. فيجب علينا جميعاً أن نكون جنوداً لهذا الوطن نحمي حماه وندافع عنه وننشر فيما بيننا روح الود والتسامح والنصح والإخاء ونأمر بعضنا البعض بالمعروف وننهى عن المنكر بالتي هي أحسن . فنحن مسلمون ويجب علينا أن نكون قدوة للأُمم في تمسكنا بالأخلاق والقيم الإسلامية وتمثيلها في واقعنا كمنهج حياة. فوالله إنني لأرثي لحالنا اليوم كمسلمين وما وصلنا إليه وذلك ليس إلا لسبب واحد فقط هو ظلم وجور قادة البلدان الإسلامية وتسلط الحكام على شعوبهم وأكثر مما كان متوقعاً فقد كان أعداؤنا هم حُكامنا ، وما دام قد صحونا من غفلتنا وعملنا على إزالتهم وأزلنا أكثرهم طغياناً ونحن ماضون في هذا فأملنا بالله كبير وثقتنا عالية بأن نحقق الهدف المنشود والمفترض للأمة الإسلامية الواحدة ، لذلك يجب أن نرفع سقف أهدافنا ليس فقط لأن تكون دولنا الإسلامية قوية أمنياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً ومستقلة وعصية على الهيمنة والخضوع بل لأن نتولى قيادة العالم .