النقد البناء الذي يهدف إلى الاصلاح الأوضاع والإسهام في تقديم المفيد النافع، هو الأمر المطلوب وقد جاء وقت الكلمة الصادقة والأمينة التي تقوّم الخطأ وتصوّب الاتجاه، وتساعد على تحقيق الغايات الوطنية الكبرى التي ينشدها اليمنيون كافة، وقد شهدت الساحة الوطنية خلال أكثر من عام أقوالاً وأفعالاً ساعدت على تأجيج الفتنة، وسلط البعض أقلامهم من أجل الانتقام لقضايا شخصية لاعلاقة لها بالمصالح العامة مطلقاً، وقد حذرنا من ذلك القول والفعل الذي زاد النار اشتعالاً، وطالبنا الجميع بالانحياز المطلق لمفهوم الوفاق الوطني. إن الانحياز المطلق إلى حكومة الوفاق الوطني لايعني السكوت على الأفعال التي لاتتفق مع الوفاق ولاتحقق الصالح العام، بل إن الانحياز إلى الوفاق الوطني يتطلب وجود النقد البناء الذي يساعد على تحقيق الخير العام للناس كافة ويصوّب الاتجاه نحو تحقيق آمال وتطلعات الناس، وأن يكون النقد بلغة وطنية مسئولة ومهذبة، لاتظهر فيها القضايا الخاصة أو الكيدية أو التشفي والمزايدة على الإطلاق. إن الانطلاق في الأقوال والأفعال نحو الخير العام للوطن والمواطن على حد سواء هو الاتجاه الذي يبرز الفعل المخلص لله ثم للوطن ويجعل القارئ أو المشاهد أو السامع يدرك حقيقة الأمر ويرسخ في ذهنه مفهوم الولاء لله ثم للوطن ليتحمل واجباته تجاه الوطن بمسئولية عالية وروح وثابة لاتؤثر فيها الأعاصير الهوجاء والصعوبات مهما كانت. إن حكومة الوفاق الوطني اليوم أمام مسئوليات وطنية شديدة التعقيد تحتاج من الجميع إلى توحيد الطاقات والجهود وفي سبيل التغلب عليها، بعيداً عن المناكفة والمزايدة، ونقول للذين وجدوا في الأزمة السياسية الخانقة فرصتهم من أجل إظهار أحقادهم الشخصية: كفى عبثاً فإن الوطن اليوم قد تجاوز أحقادكم بالوفاق الوطني، وقد بدأ اليمنيون اليوم يلملمون الجراح من أجل التخلص من مخلفات الأزمة بإذن الله.