القرارات الجمهورية الأخيرة التي أصدرها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أعادت شعاع الأمل والثقة إلى روح الشعب اليمني وأعطته جرعة معنوية من التفاؤل والحيوية والتعافي..بعد أن بدأت شائعات الإحباط والتذمر، وأراجيف الحقد والانتقام تسري بين الناس في الشوارع والمدن والقرى خاصة، من أن النظام لم يسقط وإنما سقط رأس النظام ولم يحدث تغيير جذري وحقيقي، سوى أن تغير الأشخاص وتبدلت المواقع..وأن حكومة الوفاق الوطني، واللجنة العسكرية لم تفعلا شيئاً إلى الآن إزاء الانفلات الأمني والتدهور الحاصل في المدن والمحافظات بصورة مخيفة ومقلقة، حتى أصبح البعض يترقب ويهمس أن لحظة الانفجار العسكري باتت قريبة، ولكن الرئيس “هادي” تصرف بهدوء شديد, وخبرة وذكاء عسكري وأبطل مفعول ألغام مراكز القوى، وأفشل رهانات المشككين بعدم قدرته وجدارته فأصدر بعضاً وأقول بعضاً لأن البقية في الطريق من القرارات تتواءم إلى حد ما مع المزاج الشعبي الثائر والمنفعل، ليعيد له بعض الهدوء والاطمئنان.. قرارات تغييرية جريئة وشجاعة وفي وقتها، لقيادات عسكرية عتيقة، وبغض النظر عن الأشخاص ونقلهم، أو تدويرهم...المهم أن الشعب اليمني يدرك الآن أن هناك إرادة جادة نحو التغيير ويعلم أن طريق التغيير صعب وشائك وها قد بدأ الرئيس هادي الخطوة الأولى بالبدء بتحرير المؤسسة العسكرية من ولاءات فردية ضيقة والتوجه بها نحو البناء المؤسسي العسكري وعلى أسس وطنية..فلتتلاقى خطواتنا مع الرئيس هادي ونتعاون معاً لبناء اليمن حتى ننجو بسفينة اليمن إلى بر الأمان وشاطئ السلامة.. هي إذن خطوة أولى ولا شك ستتبعها خطوات أخرى، وقرارات مصيرية، يجب أن يتخذها “هادي” بحزم واهتمام في بناء الجيش وهيكلته دون ولاءات أسرية ومراكز قوى متعددة حتى ندخل طاولة الحوار المرتقب وقد تهيأت الظروف المناسبة والأجواء الآمنة.. وهذه القرارات هي في المجمل تصب في مصلحة إيجاد المؤسسات وبناء الدولة، بمفهوم الدول وتكوين المؤسسات...أيضاً بدأت هذه القرارات تقترب نحو الدائرة الضيقة والأخطبوطية في مراكز القوى العسكرية والأمنية،وتشدد الخناق عليها. سواء في ذلك القوى التي ساندت الثورة وحمتها، فنالت الحب والثناء أو التي لم تساند الثورة.. والآن بعد إقالة “محمد صالح الأحمر” من القيادة الجوية، وطارق من قيادة الحرس الرئاسي بات الكل يترقب القرارات القادمة..والكل يهمس ويقول: “اللي بعده”..ويتساءل “ متى “شتقرح” رقبة “أحمد علي” و رقبة “علي محسن” ورقبة “عمار” و“يحيى” ورقبة “القشيبي حميد” و“غالب القمش” ورقاب كثيرة عتيقة في الطريق أينعت وحان قطافها وإقالتها...ونصيحة مني إلى كل مسئول أياً كان عسكرياً أو مدنياً تربع على الكرسي طويلاً وظن أنه سيورثه لإبنه من بعده أن يتحسس رقبته ويبادر باستقالته قبل أن “تقرح رقبته” بفعل الإقالة. كنت أتساءل في نفسي: إذا كان “مهدي مقولة” قائد المنطقة الجنوبية سابقاً عند سماعه خبر إقالته رفض وأبى واستكبر..فكان أن ضحى تواطؤاً أو عمداً بحوالي “200” جندي في “دوفس” قرباناً للقاعدة..فكيف إذا وصلنا إلى الدائرة الضيقة من أقارب الرئيس السابق؟ وقد بدأت..فها هو “محمد صالح الأحمر” قائد القوات الجوية سابقاً أغلق مطار صنعاء الدولي، وهدد بنسف أي طائرة تقلع أو تهبط..في عمل إرهابي وتمرد عسكري لقيادته العليا..وهذا الفعل لا يفعله إلا تنظيم القاعدة..والنيجيري عمر عبدالمطلب الفاروق.. هذا هو الحال فكيف إذا وصلنا إلى مربط الفرس قائد الحرس..وابني عمه..يحيى “رجل التقدم والرقي” وعمار صاحب الخوف القومي ...فيا ترى ماذا سيفعلون وما هو الثمن..؟ الله يستر من قرارات “هادي”الصادمة والصاعقة.. وعلى الجانب الآخر القادة الموالون للثورة سلموا طواعية بالقرار ولم يتذمروا ويثيروا فتناً ومشاكل.. ببساطة..لأن هناك قادة ولاؤهم للوطن, وآخرين للفرد والأسرة.. وعند التغيير والإقالة يتذمرون ويرفضون..ويندمون ...بل وسيبكون فابكوا ملكاً مُضاعاً“كما بكى سيدكم” لم يحافظ عليه..ولم تحافظوا عليه مثل الرجال.