عيال “ الذوات” يسرحون ويمرحون كما تشاء لهم قوة السلاح والمال.. وعيال “ الشريعة ” يقتلون ويذبحون ويسفكون الحرمات دون رادع .. وعيال “ السياسة الخرقاء ” يقتاتون دماء الشهداء في وصايةٍ دنيئةٍ لم تصل بنا إلا لمهاوي الردى . و“ الغول الأكبر” بالرغم من محاولات استئصال مخالبه ما زال يطلّ بين فترةٍ وأخرى يقضّ مضاجع الآمنين بخواره وإمعانه في إغلاق كل نافذةٍ ينبعثُ منها بصيص ضوءٍ لأنه تعوّد أن يحكم اليمن من مسرح ظلام الزيف والتجهيل والتربّص ومراقصة الثعابين في دائرة النار التي لم تستثنيه حتى هوَ رغم تشبّثه دوماً بريموت العقول والأيادي لقطيع اللاعبين في مدخل فوهة البركان العبثيّ .. والأزمات المصطنعة لإضعاف إرادة شعبٍ بأكمله . و“ المثقفون” أغلبهم كالنار تأكل بعضها إلا ما رحم ربي .. وترى الواحد منهم يفتي بكل شيء وفي كل شيء ولأجل لا شيء .. فقط لأن مزاجه الأنانيّ يدفعه باستمرار لمحاولة الظهور كمنقذ ومنظّر من برجه العاجيّ .. وهو لا يقلّ خطراً عن وحوش الواقع حينما يبارك فتنةً .. ويؤجج أحقاداً .. ويدفع بتبريراته السخيفة للمزيد من الكوارث والكثير من العدائية القميئة .. كل ذلك لينال شهرة سافلة .. أو مصلحةً دنيوية لن ترفعه يوماً لمصافّ احترام وتقدير الآخر إن باع ذاته وقلمه للترهات مع فئةٍ ضد فئة .. ليس لقناعته وإنما فقط تحت بند “ خالف تُعرف” . ولا أدري أيّ خلاصٍ وصلنا إليه ! .. وأيّ تغييرٍ تجشّمنا كل العناء لنرسمه حقيقةً فاضلة في واقعنا .. ثم ما لبثنا إلا ونحن في مواجهةٍ صارمة مع عري النفوس والعقول بكامل حقيقة بشاعتها .. ونكاية بعضها ببعض دون الإحتماء بلغةٍ إنسانيةٍ نصبو بها ومعها إلى مراتب التسامح مع كل شيء يمكننا تجاوزه ماعدا دماء شهدائنا الأخيار . [email protected]