الثورة الشبابية كم هي عظيمة وهي تتخطى الصعاب الجمة وكم هي رائعة حينما تظل صامدة شامخة أمام طوفان المؤامرات وسحرة فرعون حتى تصل باليمن إلى شاطىء الأمن والأمان وبين ذا وذاك محطات كثر تحمل بين جنباتها الكثير من القيم والأخلاق التي طمرت فينا منذ زمن عتيق وهي قيم تستوقف كل من يتابعها ويتابع تفاصيل الحياة اليومية للثورة والثوار سيجد أن الثورة الشبابية في مهمة استثنائية وعاجلة لإعادة الروح الوطنية إلى الجسد اليمني ، للنهوض ببناء اليمن أرضا وإنسانا ، ولن أتحدث عن باسندوة ورفاقه وهم يبعثون رسالة كبيرة بنزولهم الشوارع بحملة نظافة فهي لفته وطنية لم نجد من الحكومات السابقة من يبعث بها ومع ذلك باسندوة ورفاقه هذا واجبهم ، وأتمنى على الإعلام أن لا يطبل لهذا الأمر كثيرا ، وعلى رئيس الحكومة ورفاقه أن يهتموا بنظافة مؤسسات الدولة من الفاسدين وعلى هادي تنظيف مؤسسة الجيش من أتباع العائلة . الحكومة قدمت درسا قاسياً لنظام العائلة حينما وجهت بتثبيت عمال النظافة المفترض تثبيتهم منذ مباشرتهم لأعمالهم وبتثبيت الحكومة لعمال النظافة وتوجيه إيراداتها إلى وزارة المالية تكون قد بعثت رسالة تطمين بأنها في مهمة تنفيذ أهداف الثورة ، بينما كان النظام السابق يقوم بتوريدها إلى صناديق خاصة تستخدم في الفساد وأكل حقوق عامل النظافة وماصندوق نظافة إب وفساده النتن عنا ببعيد ،وعلي الحكومة أن ترفع من راتب عامل النظافة ، الذي من المفترض أن يكون راتبه من أعلى الرواتب على الإطلاق .. حينما كنا نرى ونتابع الحملات المتعددة لنظافة الشوارع في العاصمة وعموم المحافظات والتي شارك فيها كل أبناء الشعب وكان الثوار في طليعة من قام بتنفيذ تلك الحملة ، ندرك أن مهمة الثورة والثوار قد بدأت باكرا وبالتحديد في الحادي عشر من فبراير العام الماضي بتنظيف اليمن بأكمله من الاستبداد والفساد والظلم وتلك مهمة العظماء والكبار الذين يبعثهم الله في أحلك الأوقات والأزمان ، ولم يكتفي الثوار بمهمة تنظيف اليمن من الفاسدين والقتلة بل شاركوا بتنظيف الشوارع من الأوساخ والقمامات المحسوسة ، وقبلها بأيام نسمع دعوات تثلج الصدور وتشرح النفوس وتطرب الأسماع ، دعوات شبابية ذاتية لحملة يوم بلا قات ، وحملة استصدار قرار بمنع القات من المرافق الحكومية وهي بدايات مشجعة وثمرة من ثمار الوعي الثوري الذي لم يقتصر على إسقاط الحاكم المستبد ، فمهام الثورة لا تقتصر على الأهداف التي يعلن عنها ، الثورة قيمة كبيرة تنعكس على كل جوانب الحياة المختلفة والمتعددة ، والإ فما قيمة الثورة إن لم تنعكس إيجابا على مستوى الحياة الفردية والمجتمعية وتبقى كفكر قائم بين الناس تتوارثها الأجيال ، أعود إلى حملات النظافة التي لم تكن الأولى ولا الأخيرة فأقول رأينا تفاعل شعبي ورسمي كبير فاق التوقعات وباعتقادي تلك ثمرة من ثمار الثورة وليست نظرتي للتفاعل بحد ذاته لكن الوعي الذي تخلق لدى الكثيرين من أبناء الوطن هو ما يهمني إذ أن الجميع سينظر إلى الشارع والمرفق وحمام الجامع وكأنه في بيته وحين تجد هذا الشعور سترى من يحترم ويقدر ويجل عامل النظافة أكثر من احترامه للمحافظ والوزير والرئيس وتلك سجية للمجتمعات المتحضرة والتي نأمل أن تكون اليمن في مستواها ..ماذا لو أن كل شخص فينا قام بمهامه المتعلقة بالنظافة الشخصية والعامة ، أثق بأننا لن نحتاج لعامل نظافة ، لكن الأمل معقود بجيل الثورة ، الذي فاجأ صالح وعائلته ، بل والعالم أجمع وهذا الجيل يدرك ماله وما عليه تماما فلا نظن أنهم قاموا بالثورة وقدموا رفاقهم قرباناً لليمن الجديد ثم تناسوا ذلك أو ركنوا إلى الآخرين ، لا ورب الكعبة فإن أعين الثوار تراقب كل شيء ، وأيديهم تمتد إلى كل شبر في ربوع الوطن لتبنيه ، وأصواتهم وحناجرهم مازالت تهتف بتسابيح الثورة وبناء اليمن الجديد.