تضخم الفرد (الانتهازي) على حساب الجماعة والكيان الاجتماعي الذي منحه الوجود والنفوذ، لا شك يصبح أخطر من يقضم وينهش ويدمر خلايا هذا النسيج أو البنيان برمته..!. ذلك أن التضخم الورمي الذاتي للأفراد مؤشر على مرض الجماعات والمجتمعات.. والموت الاجتماعي، نتيجة حتمية للموت المعنوي..! فالحديث عن المثابرة في إثبات الذات والوجود، بذلك التعنت والغرور المبالغ فيه، قد يتحول إلى نقيضه، ومن الأمور السيئة أن تتحول المثابرة إلى تعنت وعناد.. ومن ثم إلى ثقة مبالغة فيها بالنفس. عندها تتكون نزعة التعالي الفج والغطرسة الجامحة التي لا تفتح باباً للمراجعة..! ولعل هذه الحالة ليست دليلاً على الحكمة، بل على الأرجح دليل على انعدامها..! هناك (ناظم اجتماعي) للناس، لا أثر له في قاموس البعض.. وفكرة القيادة الجماعية، والجماعة بصوت واحد، وليس الواحد بصوت الجماعة، هي ثمرة هذا الناظم وحصيلة نضج المجتمعات. كذلك هي العلاقة الجدلية بين فكرتي الحقوق والواجبات التي يجب أن تترسخ بقوة؛ فالحق هو واجب، وهو حق من الجانب الآخر؛ ذلك أن الواجب يجب أن يستفاد منه حقاً.. وإن اختلت هذه العلاقة فلن تأتي الواجبات من باطن الأرض ولن تنشق السماء لتمطر حقوقاً..! الحقوق لا تستجدى ولا تعطى، بل هي ثمرة طبيعية للقيام بالواجب. وبالتأكيد فإن ثمة سيكولوجية مدمرة تتشكل عندما يعيش الإنسان في أجواء تجبره على المطالبة بحقوقه. وسيكولوجية أكثر تدميراً عندما لا يعي هذا الإنسان واجباته ولا يحس بمسؤولياته..! **** لقطات - علينا أن نقبل بكل عناوين الحوار وعناوين الاختلاف، ولو كان داخل كل عنوان ألف تفصيل نختلف عليه..! - يبقى الحوار هو الجوهر الأعمق في ردم الهوة السحيقة من عدم الثقة بين الحراك الجنوبي والأطراف الشمالية.. وهو الجوهر الأكثر عمقاً لحل القضية الجنوبية. - فساد الرأي يكمن في غريزة الاستحواذ.. غريزة الأنا.. وغريزة الهيمنة.. وغريزة الوحدانية.. التي لا تقل عن كارثة وطنية ماحقة..!