عندما بدأ العد التنازلى لانهيار حكم العائلة وبعد توافق كل الأطراف على المبادرة الخليجية في اليمن ومزامنة مع الضغوطات الاقليمية والدولية التي واجهها (الرئيس السابق ) للتوقيع عليها بدأ القلق والخوف والاضطراب يدب في قلوب العائلة وفلولهم خوفاً على مصالحهم وأطماعهم التي كانوا ينهبونها من ممتلكات الشعب ويمتصونها من دمائه وعرقه، فبدأوا ينهبون ما تبقى من الممتلكات و المباني والمعسكرات والأموال، وبدأوا يخورون كالثيران ويلتفتون يمنة ويسرة وهم لا يصدقون أنهم سيخسرون السلطة .. تساقطت العروش و الزعامات وزُحزحت الكراسى الملساء وكشفت الأقنعة السوداء التي تهوى الكراسى المهترئة ...لأن الشعب قال كلمته وصاح صيحته وهبّ دونما خوف ليزيح الكابوس الجاثم على أنفاسه...قال كلمته عندما قام بثورة لم ير التاريخ لها مثيلاً وقال كلمته عندما صوت لعبدربه منصور كرئيس لليمن كاستفتاء بحب التغيير وإنهاء حقبة سوداء في تاريخ اليمن .. حينها أركان النظام السابق والناطقون باسمه والمستشارون ومن ائتلف معه من الكيانات المشبوهة والعميلة والمؤلفة قلوبهم فقدوا أعصابهم وجنّ جنونهم بعد ان يئسوا بسبب ارتفاع صوت الشعب ونسب الاصوات المطالبة بإزالتهم، وبدأوا بحرب ضروس على الشعب باستخدام كل الوسائل المتاحة لديهم وجربوا كل أوراق القوة بأيديهم، منعوا الخدمات وقطعوا الطرقات وشكلوا ببلاطجتهم أحزاباً وجماعات تمرق من الدين والوطن معاً لكن الشعب صمد وقاوم ولم يستسلم. إن ما تقوم به بقايا النظام السابق من تمرد على قرارات الرئيس الشرعي عبد ربه منصور لهو جرم يعاقب عليه القانون أيما عقوبة ، كيف لا وهو استخفاف بالدولة والحكومة وتمرد عليهما قبل أن يكون تمرداً على الرئيس وهو أيضا اهانة لشعب ورفض لرغبت الملايين منه .. ولم يكتف بتمردهم على القرارات بل عمد إلى مخازن الأسلحة فنهبوها والشهود العيان كل يوم يروون جرائم سرقة من المخازن تتدفق بها الشاحنات على سنحان مسقط رؤوس الثعابين ... إن خطر “الفلول” يكمن في أنهم ليسوا مجرد مجموعات يمكن أن تتراجع إذا ما تم استبعادها بقرار وأنه تم الاستغناء عنهم وأن الشعب لايريدهم، فهي مجموعات تخريبية تسعى لإفساد بناء النظام الجديد والانتقام من الشعب وبأي وسيلة كانت، دونما رادع من ضمير ولا وازع من دين أو خلق . أضف إلى ذلك اعتقاد الكثير من المنتمين لهذه الفئة أن قوتهم المنظمة أعظم من قوة الشعب، وأنهم أصحاب الجيوش وهم من صنعوها وهم من بنوا المنجزات وشيدوا المعجزات وأتوا بما لم يأتِ به الرجال الثقات، ومن ثم فليس أمام الجماهير إلا أن ترضخ لإرادتهم. لذلك فإن قصر التعامل معها على منطق العزل السياسي غير كاف، فهو قد يحرمها من الطغيان السياسي، لكنه لا يقوض إمكاناتهاً التخريبية. لذلك فإنه لابد من تحديد منهجية للتعامل معم ، ولابد من رسم استراتيجية واضحة تعين الجماهير على شن “معركة الفلول”، بأية وسيلة كانت، بل ولابد من محاكمة عادلة واسترداد ما نهبته تلك العناصر المتمردة ، وهذا لن يتسنى إلا بتكاتف الجميع وكل المخلصين مع تعاون الاصدقاء بدءا بتجميد الأرصدة واستخدام الضغوطات فهؤلاء لن يجدي معهم سوى القوة وخطر المصالح الذي ستنخلع له قلوبهم.. ومع الخطر الذي شكله ويشكله هؤلاء الفلول فإن الشعب أقوى من محاولاتهم الهوجاء، وتصرفاتهم الرعناء، ولن ينام على ضيم وهو المنتصر أبدا والذل والخيبة للحكام الفاشلين وأتباعهم فهم خونة الوطن والشعب... وما مثلهم ومعركتهم مع الشعب إلا كقول الأعشى: كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.. نعم إن صحوة الشعب اليمني ووحدته صخرة صلدة لن تنفعكم أيها الفلول القرون لنطحها فلقد اُخترقت أوراقكم وبددت أوهامكم وأحلامكم المزيفة وانتهى دوركم... ومزبلة التاريخ بانتظاركم، وصدق الله القائل (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).