متى يتخلى حزب التجمع اليمني للإصلاح عن فكره الرافض للآخر ويتحرر أعضاؤه من عقدة الأنا وحب الاستحواذ والهيمنة وفرض الوصاية على الآخرين والسيطرة عليهم؟! ومتى يدرك الإخوة - عافاهم الله - أن الوطن يتسع للجميع وأن اختلاف الرأي وتباين وجهاته لايفسد للود قضية ولايصل أبداً حد الشقاق وتجريم كل من يخالفهم الرأي، وأن التعددية السياسية والحزبية لاتعني الحقد والكراهية والبغضاء؟. ومتى يصل الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح إلى قناعة ويدركون أن القاعدة التي يعتمدونها في تحديد علاقاتهم مع شركائهم في الحياة السياسية والقائمة على مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي.. وإن لم تؤيد رأيي فأنت عدوي.. هو مفهوم خاطئ للديمقراطية ويتناقض وبشكل واضح وصريح مع حرية الرأي والتعبير التي ينادون بها..؟! نعم متى يتخلى حزب الإصلاح عن فكره الرافض للآخر؟. هذا السؤال سيبقى قائماً يبحث عن إجابة من الإخوة أعضاء الإصلاح.. ليس بالقول كما نسمع منهم، وإنما عمل وسلوك يلمسه الجميع ممن لازالوا في ريبة وشك من جدية الإصلاح ومصداقيته في تقبل معارضيه وطريقة تعامله وتعاطيه معهم.. ولهم الحق في ذلك.. فالكثير من أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح لازالوا يتحسسون من الرأي الآخر المعارض لهم، المغاير لتوجهاتهم المتعارض مع مصالحهم.. ويرفضون الاعتراف به أو حتى مناقشته وتفنيد ماجاء فيه.. ويعتبرون أي تعارض مع سياساتهم وأهدافهم والقول بأخطائهم وانتقادهم إساءة متعمدة واستهدافاً مقصوداً لايمكن القبول به والسكوت عمن يقفون وراءه ويصرون على التمسك برأيهم ولايقبلون الاعتراف بأخطائهم وتجاوزاتهم التي ارتكبوها في حق الآخرين، خصومهم في السياسة وإخوانهم في الدين وشركائهم في الوطن.. فهم أصحاب الحق المطلق وكل مايقال عنهم كذب وافتراء يردده أعداء الدين والحاقدون على الوطن من بقايا النظام البائد والشيعة الرافضة والماركسيين وغيرهم من العلمانيين. فالإصلاح الحزب وقادته البشر فوق كل الشبهات ولايجب المساس بقدسيتهم والتعرض لهم تحت مبرر التعبير عن الرأي مثل بقية الأحزاب الأخرى. ومن يقل غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه؟! ولأن هذه هي حقيقتهم مهما حاولوا إنكارها.. فقد جاءت ردودهم على مقالي السابق بعنوان «هذه الديمقراطية التي يريدها الإصلاح» والمنشور في الجمهورية نت وعدد من المواقع الالكترونية الأخرى وماحملته هذه الردود من عبارات وألفاظ وتجريح.. تصب في مجملها في اتجاه هذه الحقيقة وتؤكد أن هؤلاء لايمكنهم القبول بالرأي الآخر مهما حاولوا إقناعنا بغير ذلك وللتدليل على ماأقول أعيد للقراء الأعزاء ماجاء في رد أحدهم والذي اختار لنفسه اسم حكومة الثورة جاء فيه «كيف يسمح رئيس التحرير بنشر هذه المقالات التي تسيء للثورة والثوار، والجمهورية صحيفة حكومية تحت إدارة وزير ثوري». وفعلاً كذب من يقول إن حزب الإصلاح إخوان اليمن يرفضون الرأي الآخر ولايؤمنون بحرية الرأي والتعبير، إلا بما يتوافق مع مصالحهم ويتماشى مع سياساتهم.