لا ندري بماذا يفكر أولئك النفر الذين ماتت ضمائرهم وأصبحوا يعبدون الدولار قبل عبادتهم له سبحانه وتعالى، أولئك النفر المحسوبون على شعبنا اليمني بينما شعبنا يرفضهم ويعلن براءته منهم، أولئك النفر الذين يتقطعون في الطرقات ويفجرون أنابيب البترول والغاز ويثيرون البلبة ويطلقون الشائعات الممجوجة إرضاءً لسادتهم الذين أوكلوا إليهم مثل هذه المهام مقابل حفنة من الدولارات أو الريالات. لا ندري كيف يفكر مثل هؤلاء الخسة من الرجال وهل بأفعالهم الإجرامية تلك قادرون أن يحققوا مآربهم في خلق الأزمات الاقتصادية والأمنية ومن ثم الاجتماعية حتى يصلوا إلى أهم مرحلة وهي انهيار الدولة لتتعبد الطريق أمامهم ويكونوا بذلك قد حققوا جزءاً كبيراً من مخططهم لإفشال كل النشاطات الحياتية في البلاد. ألا يفكر مثل أولئك النفر أن أفعالهم التخريبية الشيطانية لا يقرها دين ولا تقرها شريعة سماوية أو وضعية، لأنها تؤدي إلى الإضرار بالناس وبمصالحهم وتخلق فيهم الخوف مما قد يكون، لقد عانى شعبنا اليمني العظيم خلال مسيرته النضالية وتحديداً منذ انتصار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وما تلاها معوقات ومطبات كانت أكثر خطراً مما يتهدده اليوم، إلا أنه تجاوز كل ذلك بإرادته القوية والصلبة وخرج من كل ذلك منتصراً وقوياً، وكانت إلهاماً له بالمزيد من النجاحات والانتصارات والتي لن يغفل عنها التاريخ وقد سجلها بحروفه الذهبية. إن القيام بتلك الأعمال التخريبية قد تؤثر نسبياً بمسيرة شعبنا، ولكنها لا تستطيع أن تعيق هذه المسيرة التي يشارك فيها كل أبناء شعبنا بمختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية، كونه قد عقد العزم على المضي في الطريق التي توصله إلى تحقيق أهدافه وتطلعاته المنشودة وهي بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات ليس فيها كبير إلا الله. لذا نقول لأولئك الذين يفكرون أنهم بمثل أفعالهم هذه قادرون أن يوقفوا حركة التاريخ والتي لن تقف عند فعل هنا وفعل هناك، والعودة إلى قراءة التاريخ واستيعاب دروسه سيجد أولئك النفر أن أفعالهم تلك ليست إلا عبثاً وغير قادرة على أن توقف العجلة التي قد تحركت، ولن تقف طالما وكل الشعب اليمني هو قائدها الماهر وحامي مسيرتها، لأنها تمثل روحه التي قد أقسم عليها أن لا تتوقف.. فمن العيب والعيب جداً أن يلجأ مثل هؤلاء إلى مثل هذه الأعمال الجبانة والتي لا يقوم بها إلا فاسق، لأنها تتسبب في تعطيل مصالح الناس فماذا يستفيدون من قطع طريق يسلكها الآمنون ذهاباً وإياباً لقضاء حوائجهم..؟ فمن رواد هذه الطرق المريض والعامل والتاجر وغيرهم ممن يتسببون في الحصول على أرزاقهم..؟! هل يفكر أولئك النفر أنهم بأفعالهم قد يضرون بالمسئول سواءًً كان وزيراً أو غير ذلك إذا كانوا يفكرون بذلك فهم مخطئون، لأن لا أحد سوف يخسر من جيبه.. لا.. الذي يخسر هي خزينة الوطن والتي تنعكس سلباً على حياة الناس، فخزينة الدولة تخسر ملايين الدولارات في سبيل إعادة تأهيل المنشآت المتضررة والتي كان يمكن أن تستغل في مشاريع اقتصادية مختلفة يستفيد منها الجميع، وعليهم أن تكون لديهم قناعة كاملة أن ضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والبترول لم يتضرر منها كبار المسئولين أو الأحزاب، بل المتضرر الأول هو المواطن البسيط. لذا نتمنى أن يعودوا إلى رشدهم وأن يبتعدوا عن كل فعل يؤدي إلى خسارة الوطن، وعليهم أن يدركوا أنهم مواطنون يمنيون وما يصيب غيرهم يصيبهم وأن من يدفعهم لفعل ذلك ليسوا سوى أعداء لهم ولشعبهم ولوطنهم، ومثل هذه الظاهرة السيئة لم نشاهد مثلها في أي بلد من بلدان العالم بالرغم من وجود الاضطرابات فيها.. لذا نقول من العيب مثل هذه الأفعال.