حقيقة لا يستطيع أحد نكرانها، وهي أن المواطن اليمني بالرغم من كل ما تحقق من نجاحات منذ الواحد والعشرين من فبراير عندما انتصر للديمقراطية باختياره رئيساً جديداً للجمهورية بطريقة سلمية وحضارية وغير مشكوك فيها، هذه الحقيقة تتمثل بأن المواطن اليمني مازال يعيش حالة من الترقب والخوف لما آلت إليه الأمور في البلاد من انفلات أمني في العديد من مناطق البلاد، والذي مثل كابوساً يؤرق مضاجع الكثير من المهتمين والمتابعين للشأن المحلي. فما نلمسه اليوم من تخريب لأبراج أعمدة الكهرباء والذي لا يمثل إلا عن دناءة وحقارة الفاعلين والمحرضين ظناً من هؤلاء المهووسين والملعونين من قبل كل أبناء الشعب أنهم قادرون على إيقاف حركة التغيير، بل وإعادتها إلى الوراء وهذا هو المستحيل بعينه، وهؤلاء النفر الذين يمتلكون مثل هذه العقليات البائدة والمتحجرة والتي لم تكن لديها القدرة على استيعاب كل هذا الجديد والمتطور من التحولات والتي أصبحت سمة من تحولات التاريخ الذي رسمته وخطته الشعوب التواقة إلى التغيير والانطلاق إلى الآفاق الرحبة والواسعة. ألا يفكر مثل هؤلاء أبداً أنهم بأفعالهم هذه لا يضرون الطبقة الحاكمة ولا يضرون طبقة التجار والمسئولين، بل إنهم يضرون المواطن البسيط المحدود الدخل وهم الغالبية العظمى من أبنائنا والذين لا يستطيعون شراء مولدات كهربائية بالأضرار المباشرة تكون على المواطن الغلبان أما سواهم فلا يأبهون لذلك لامتلاكهم المال والجاه والسلطان، وهل مازال مثل هؤلاء الذين يخربون أبراج الكهرباء يظنون بأنهم قادرون بأفعالهم الخسيسة هذه أن يوقفوا تحقيق المزيد من الخطوات الهادفة إلى التغيير وبناء مستقبل أفضل للأجيال من بعدنا. إن مثل هذه الأفعال الشريرة لا يمكن أن تغير شيئاً فيما يهدفون إليه، بل العكس هو ما سيكون لأن غالبية الناس تزداد إصراراً وعناداً في تحقيق الأهداف التي رسموها، لأن الشعب اليمني قد مر بظروف أكثر خطراً وقسوة مما هو فيه إلا أن إرادته وإصراره القوي على تحقيق أهدافه قد جعلته ينتصر لها، وكما هو الحال بالنسبة للتخريب لأنابيب البترول والمنشآت التابعة وكذا ما تتعرض له مواقع الإنتاج ونهب البترول وتهريبه إلى خارج البلاد، فهذا قد يؤثر سلباً في الجانب الاقتصادي لكنه لا يستطيع أن يؤثر في إرادة الناس وطموحاتهم في بناء اليمن الجديد، ولا ندري ماذا سيجني المخربون لهذه الأنابيب والمنشآت..؟ وما نسمع عنه ونقرأ في مختلف وسائل الإعلام من أنباء بهذا الخصوص يفرض على الحكومة أن تتحمل مسئولياتها دون تلكؤ أو مماطلة أو مجاملة، وعليها أن تبسط يدها على هذه المنشآت الهادفة إلى تعطيل حركة الحياة، وعليها أن تكون شفافة وإعطاء المعلومات الدقيقة والصحيحة وفضح كل من يقف وراء هذه الأعمال الشيطانية والذين لم يقرأوا التاريخ وإن قرأوه لم يستوعبوه وهم قلة، ورئيس الجمهورية والحكومة قادرون على فعل شيء لإيقاف هذه المهازل فهم الأقوى شعبياً وإقليمياً ودولياً، وعلى كل وزير في الحكومة أن يتمثل الشعب اليمني كله فكل واحد أقسم أن يخدم الشعب لا الحزب ولا المنطقة ولا الأشخاص، فاليمن مسئولية الجميع وهي أمانة في أعناق الجميع.