اذا تحول قلم الكاتب الى ذخيرة للرد على الصاص الطائش فإنه يفقد قدسيته ويخون رسالته اما اذا كان قلمه هو الرصاص الطائش بذاته فإنه اصبح عاراً على المهنة التي قبلته في بلاطها يوما ما ... هنالك اليوم من لا يجدون ما يشغلون به انفسهم سواء تجريح الذين يختلفون معهم في الرأي وتسفيههم بشكل فض ينم على ذوبان المساحيق التي كانت تجملهم يوما ما وهم يتشدقون بثقافة القبول بالآخر . هاهي الايام تمر والثورة مستمرة في إزالة الاقنعة وتبديد الضبابية بغض النظر عن هل الثورة انتصرت ام لا ام سرقت وهذه هي مادة بعض الكتاب ومبررهم لخدش حياء الورق وانتهاك حرمة الصحافة ... لن اتكلم عن اولئك «الصفوة» او المتقاسمين للكعكة اليوم فما زال الوقت مبكرا على ما اظن وانما عن اولئك الذين كانو يوما ما منابر من نور واقلامهم كان تشق الظلام الحالك في زمن النظام البائد واليوم هم من يعيدون انتاجه . تزاحمني علامات الاستفهام بشدة وتشق ثيابي علامات التعجب ! ماالذي يحدث لماذا اصبح الكتاب اليوم ارذل خلق الله ؟ لماذا تحولت الصحف الحزبية او الرسمية او التي تحمل اسم “مستقلة” اكثر ما يبعث على التقيؤ. بعض اولئك الكتاب ينتقد كتاباً وصحفيين اخرين اليوم هم في صف الشعب وصف الثورة لأنه كان مع النظام سابقا بل ويصل الى حد الازدراء والقبح في التجريح اما هو فيتباهى انه كان من مقارعي النظام منذ اول وهلة والغريب هل يسأل هذا نفسه ... هو كان مع النظام والآن مع الشعب اي انه الآن يعود الى جادة الصواب ويصحح تاريخه اذا كان بحاجة لذلك وانت كنت يوما مع الحق وانت اليوم تسيئ لتاريخك ان كان لك فعلا فمن الذي يخسر ؟ هل يغفر لك تاريخك ان تسيء للآخرين ؟ ثم هل من المفيد خرم التاريخ وتسربه في سبيل ايذاء الاخرين ؟ ان الغرائب والعجائب تزداد يوما تلو اخر ولا استطيع الا ان اقف حائرا على مشارف ذلك الحلم الذي تمنيناه يوما ما وهو يتبدد من بين ايدينا ... ثقافة الاختلاف.. اذا كان في طرف ما سوء او مفسدة فذلك لا يعطيك الحق او المبرر ان تكون افسد منه بل واكثر بشاعة .. ان الورم لا يعالج بالربط والضغط الشديد لأنه سيزداد تورما !! اذا كانت هنالك قوى متخلفة اصولية رجعية آتية من غياهب التاريخ حتى ولديها سلوك مشين هل يبرر لنا هذا ان نمجد قوى اكثر تخلفا ونمدحها ونطبل لها مقابل عدائها لن تضرها ولم تصحح اخطاءها بل اضافت خطأ الى خطئها انكم تزيدون الطين بلة . يا من تنادون بالحرية وتحلون الاسثناء فيها انكم مجرمون ويا من تدعون انكم على السراط المستقيم وحدكم وكفى انكم تائهون يا من تقولون: ان الثورة انتصرت بشكل باهر هلا لمسنا شيئا حقيقياً يتغير و يا من تقولون: ان الثورة سرقت هل تفعلون شيئاً لنتبع مشروعكم وتكفونا الصراخ المزعج . وعلى كل هانحن ما زلنا احياء نرزق لم تنطبق الارض على السماء لاختلافكم فهلا فهمنا الاختلاف ام اننا ما زلنا مختلفين فيه وهنا يا ليتكم تراجعوا تعبئة الافكار الدخيلة وتعرفوا ان واجهات الصحف وصفحات الفيس بوك لم توجد لنسمع بدعكم والجواب فيكفينا ثابت عوض والحمري والا فحيا على خير السكوت . كنت افكر بالبكاء ولكن لن ينفع مع من تغلغلت الاحقاد في قرارة نفوسهم او مع الذين يقيمون محاكم التفتيش الجديدة ولكن في ذروة الانكسار والاحباط واللهفة للبكاء تراني انفجر اليوم ضاحكا ورذاذ الدمع يتطاير من مقلتي لأطفئ نار حزني . ان هؤلاء الكتاب يجهلون حقيقة انهم من يصنع ويشكل فكر الفئات التي اقبلت على القراءه بلهف بعد الثورة وهنا سينكسرون على حقيقة ان النخبة والكتاب يختلفون كما يفعل الاولاد في الرصيف وهم يلعبون (جيم) . سأعتذر باسمكم للتاريخ ايها الصبية المتصارعون النازفون بلا دماء، السائرون الى الوراء . وما اقبح ذلك السؤال الذي يقول لماذا لم نر نورا ومخرجا لليمن منذ آلاف السنين ؟ ليس لأن الاقليم او الجوار او او .. لا بل لآن اليمنيين كلما سنحت لهم الفرصة انقلبوا الى هذا الوضع المخزي في صراعهم مع بعضهم وغياب النية الحقيقية لإصلاح البلاد واذا كان رب البيت للهدم سائرا فما شيمة الاقليم الا التعاونا . احس اني اختنق في فضاء هذا الوطن ولا اعلم لماذا وكل النوافذ مفتوحة ولست الا لوحدي مع اوراق عشقتها اياماً طويلة فما الذي يحدث ؟ لا توجد مدخنة ولا شمعة مشتعلة ولا غيري هنا ولكن ربما ان تلك الاوراق هي من تحترق !!! [email protected]