من هي الجهة المستفيدة من التعبئة الحمقاء بين مكونات شباب الثورة ؟ أو الجهة التي ستستفيد من الإنشطارات الرؤيوية بين أحزاب اللقاء المشترك؟ أو تحالفات المؤتمر الشعبي العام؟ أو “دق المسامير” في ضلوع وصفوف مكونات جنوبنا الحبيب ؟ وماذا عن الجهة التي تحكم سلفاً بفشل الحوار ولم تكلّف نفسها وضع أجندة وطنية من خلالها يجتمع الخصوم للاتفاق على بناء يمن موحّد ! أستغربُ كثيراً مما يحدث من تعبئةٍ دنيئةٍ ومماحكاتٍ سياسيةٍ باهتة لا تخدم اليمن إطلاقاً .. بل هي في مجملها تخدم العدو والعدو المضاد من وإلى هذا البلد المنكوب بسياسييه وعتاولة مقايل قيل وقالوا دون النظر إلى الأبعد والأسلم والأفضل للوطن .. أو أن يترفعوا قليلاً عن ايدلوجياتهم التي أكل الدهر عليها وشرب .. أو عن مصالحهم الذاتية والتي يدركون جيداً أنهم سيدفعون ثمنها قبل غيرهم .. فالشعب قد عرف الرصيف وخَبِرَ كيف يُسقط الزعامات المتعفنّة تحت أي مسمّى سياسي أو ديني أو قبلي أو خلف قوارير حوارات فنادق الخمسة نجوم والتهريج والتطبيل وإيقاد الفتنة واستغلال عثرات بعضهم البعض والبحلقة في الغبار وهو يعصف بمن يسقط منهم تحت أقدام أفكاره الهوجاء دون التقاطه ومساعدته ليمسح عن ثوبه درن الأفكار القميئة والعمالة النتنة .. أو على الأقل ينتظرون يوم الحوار بقلوبٍ صادقة واعية ليرون هل يستحق المولود بذلك اليوم أن يعيش أم لا ... أما أن يحكم البعض بفشل الحوار .. وينبري البعض الآخر لوضع الشروط الصارمة من وجهة نظره فقط لنجاح الحوار .. أو أن يصحو فجأة بعض شباب الساحة ليكونوا مجرد ببغاء لوضع شروط قد تجاوزها الواقع والوقت والتسامح الذي نرجوه في إطار المصالحة الوطنية والمصلحة العليا لهذا الشعب .. فذاك هو العجب العجاب . يحز في النفس كثيراً هذه التوترات والخندقة والتمترس خلف الأحقاد والنزاعات التافهة .. والمحاكمات اللاإنسانية فيما بيننا البين .. وكأن بعضنا معصومون عن الخطأ حين يُسقطون الحق أو الخير أو الحد الأدنى من الوطنية عن البعض الآخر تحت مبررات واهية وقناعات زائفة تجعل من ثورة الشباب سيفاً مسموماً لا تمسكه إلا الأيادي المتوضئة بقداسة معينة وآتية من جهةٍ معينة ووفق توصيف معيّن .. متناسين أن من يتعالى على الناس ويوزع صكوك الغفران .. هو كالنملة التي اتخذت من قمة الجبل مسرحاً للسخرية من تقزم الآخرين أسفل الجبل دون أن تعي أنهم لا يرونها أصلاً .. ولا يشعرون بدبيبها الذي لا يدعو أحداً حين يكون .. إلا على دهسها ذات غفله.