لا ضير أن يلتقي الجميع على طاولة واحدة طالما وهناك نقاط يؤمنون بها ونقاط أخرى يختلفون حولها، لكنهم موقنون أنّ الحوار الحقيقي وحده من سيسعى لحلها. لكن أن يجتمع المتفقون أصلاً ثم يختلفون فهذا هو العجب العجاب.. وتلك هي الكولسة غير المحمودة مهما راهنوا على لعبة الوطن التي أصبحت نكتة سمجة. ثم أن يلتقي الأعداء عقائدياً ومجتمعياً مع بعضهم البعض لمبادرةٍ ما أو الوصول لنقاط اتفاق.. فهذا أيضاً يندرج تحت بند التعايش والتوافق على مبدأ فطرة الحياة. لكن أن يكون الالتقاء للكيد السياسي فقط.. والعبث بما تبقّى من منافذ الحياة.. ومحاولة قلب الطاولة.. والتعرّي الإنساني فوقها دون ضوابط أو مسوغات تشريعية وقانونية تحفظ سيادة البلد وكرامته.. فهذا ما لايؤرّخ إلا لأوجاعٍ أكبر.. وحماقاتٍ لا تنتهي. أقول هذا ويدي على قلبي مما يدور بوطني.. وما يريد له من هم بداخلهِ قائمون على مصالحهم أكثر من مصالحه.. ومما يُراد له من خارجهِ وفق رؤاهم الضيقة وغير المنطقيّة في أغلبها، فضلاً عن مصالحهم المتربّصة بكلّ صحوةٍ حقيقية يسعى لها هذا الوطن الموجوع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك