آن الأوان ليلتفت الجميع إلى المصلحة العامة، وحان الوقت لنسير إلى الأمام بعيداً عن الضغائن والأحقاد السياسية للأحزاب المتعاركة والمتقاسمة للسلطة.. فبناء الوطن الحديث كما يحب السياسيون أن يطلقوا على المرحلة القادمة رهان يستوجب توحد الصف السياسي والخطاب الإعلامي لإفساح المجال لكل عمل يراد من ورائه النهوض بهذا البلد الذي تجرّع الويلات وعانى من الخلافات والتصدعات المجتمعية والسياسية.. آن الأوان لنشمّر السواعد من أجل البناء بعيداً عن التنمّق والتزييف الإعلامي الذي اعتدناه من النظام السابق ويكرره اليوم بعض وزراء الوفاق، فلا حاجة لنا لسماع وزير ينظّر أو مسئول يعد ولا يتحقق شيء, كفانا خطابات إنشائية تجعل من البحر طحينية لنصحو على واقع مر. آن الأوان ليفيق أطراف العمل السياسي وأحزابهم أن اليمن وناسه أمانة في الأعناق ويأملون خيراً في حكومة الوفاق والرئيس الجديد في تغيير المشهد إلى واقع أجمل وحياة أفضل ترفع من معاناة المواطن ليستعيد حقوقه الضائعة. آن الأوان ليلمس المواطن خيرات الثورة الشبابية ويعيش بحال أفضل من تلك الأيام والسنوات التي سبقت 11 فبراير 2011م.. ولا نريد حججاً ومبررات وأعذاراً تطل بها علينا حكومة باسندوة بأنها تسلمت خزانة فارغة وبلاداً بلا ثروات ومشاريع معطلة ومصالح مهدمة. آن الأوان كي يحيا اليمن حياة كريمة غير مهانة ينام مواطنها قرير العين لا يحمل همّ زاد الغد ولقمة عيش تسد رمق جوع أطفاله وأسرته.. نحن بحاجة إلى شيء ملموس يشعرنا جميعاً أن التغيير كان من أجل مصلحة كل مواطن لا من أجل مصلحة حزب أو جماعة.. نريد أسعاراً موحدة للسلع ومن قبلها تخفيضها, نريد حزماً مع التجار المتلاعبين ونظاماً يضرب بقوة بالمخالفين.. نريد حكماً وحاكماً وحكومة أياً كانت قادرة على تحسين معيشتنا بكل المناحي، ولا نريد حاكماً جاهلاً يتعذر ويستعطف ويستجدي ويتلون ولا يملك قرار نفسه.. فنعم لليمن الحديث إن كرّمت الإنسان اليمني وغيّرت حاله للأفضل..