يفترض أن الحياة السياسية تنطلق نحو الأفضل الذي يحقق الخير العام للناس كافة الأمر الذي يحتم على القوى السياسية في الساحة الوطنية ان ترقى بتفكيرها لما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مبدأ الولاء الوطني من أجل القيام بالمهام الوطنية التي تجسد المفهوم العملي للمشاركة السياسية بهدف تعميق وتجذير التجربة الديمقراطية لينعكس ذلك على سلوكيات الأفراد داخل المجتمع بوعير معرفي يؤدي إلى الفهم السليم للتعددية السياسية والحزبية. إن حشو عقول الشباب بالأفكار الضارة منذ الصغر تتحول في مرحلة معينة من العمر إلى عقيدة جامدة غير قابلة للحوار والمناقشة بما يتفق مع واقع الحياة وهذا الأسلوب القائم على الحشو الفكري الجامد قد ألحق ضرراً بالغاً بالسلم الاجتماعي وأصاب الحياة الإنسانية بمقتل ولا أدل على ذلك ظاهرة الإرهاب والإجرام التي تحدث اليوم كما حدث في ميدان السبعين في 21 مايو 2012م من قتل جماعي مخيف للإنسانية الأمر الذي يتطلب المراجعة المنهجية للتربية سواءً كانت الحزبية التي تتعمد بعض الأحزاب اختيار منهج تربوي لصغار السن ومحاولة عزلهم عن المجتمع أو المناهج العامة للتربية العامة . إن المسئولية الوطنية تحتم على الآباء القيام بواجب المتابعة وعدم السماح لأبنائهم الصغار بالعزلة عن مناهج التربية والتعليم العامة للدولة والقيام بتعديل الأفكار المغلوطة التي تلقوها من تجار الحروب الذين يستخدمون صغار السن للأغراض السياسية لتنفيذ أعمال الإجرام والإرهاب في اللحظة التي يريدونها مناسبة لتحقيق أهدافهم العدوانية على الحياة الاجتماعية والسياسية. إن الواجب الديني والوطني والإنساني يفرض على الكافة القيام بتبني استراتيجية وطنية خاصة في مجال التربية والتنشئة والتعليم من أجل تحرير عقول المغرر بهم من الحشو الفكري المغلوط الذي أشعله الفاشلون في الحياة السياسية وأعداء الإنسانية باستخدام صغار السن من أجل القتل والإرهاب ولا تستقيم الحياة السياسية والاجتماعية مالم تكن هناك واجبة شاملة لإزالة أساليب الخداع والزيف حماية للدين والوطن والإنسانية بإذن الله.