إن القصور في التربية الوطنية وعدم التركيز على التنشئة على القيم الوطنية والدينية وحب الوطن يؤدي إلى قصور في الأداء لدى الشباب، ويخلق اللا مبالاة، ويقتل الشعور بواجب الولاء لقدسية التراب الوطني. وهو أمر من وجهة نظري في غاية الخطورة؛ لأن ضعف الولاء الوطني في نفوس الشباب يستغل من القوى الحاقدة على البلاد والعباد، ومن ثم استقطاب الشباب وغرس فكر معادٍ للبلاد لا يعترف بمفهوم الهوية الوطنية، وتدفع بهم القوى الحاقدة إلى تهديد السيادة الوطنية. إن ما حدث في بعض مديريات محافظة صعدة من تمرد وإرهاب واعتداء على المواطنين، وانتهاك الحرمات، وقتل وتشريد من العناصر المغرر بها هو نتيجة حتمية لضعف الدور التربوي والتنشئة الوطنية، والتساهل أمام صغار التصرفات التي كبرت يوماً بعد يوم إلى أن هددت الوحدة الوطنية وسيادة اليمن، وعرضت الوطن إلى المخاطر. وفتحت نافذة للحاقدين على اليمن الأرض والإنسان والدولة للتطاول والإساءة ومحاولة التدخل في شئوننا الداخلية بشكل سافر دون احترام لمبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير التي يؤكدها القانون الدولي الذي يحكم العلاقات الدولية رغم التزام بلادنا بذلك المبدأ نصاً وروحاً. إن ما حدث في صعدة يعد درساً ينبغي على كل الجهات الحكومية أن تستفيد منه، وأن على أجهزة الأمن المعنية بحماية الوحدة الوطنية وصون سيادة الوطن أن تضرب بيد من حديد كل من يحاول تعريض الوطن إلى المخاطر، أو يهدد السيادة الوطنية. وأن تتمتع كافة أجهزة الدولة بالجاهزية واليقظة، ولا يجوز أن تترك الساحة الشبابية نهباً لصناع الأزمات وأصحاب المشاريع الانتهازية ومن يستخدمون الدين لتهديد الأمن والاستقرار. وعلى الدولة أن تفرض سلطاتها وهيبتها على الجميع وبقوة الدستور والقانون دون هوادة أو مداراة أو مهادنة، لكي لا تظهر جماعة تهدد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية مرة أخرى. إن واجب التوعية من مخاطر الأفكار المنحرفة بات فرض عين على الجميع القيام به، وعلى الجهات المعنية بالتنشئة الوطنية أن تعيد النظر في وسائلها وعناصرها ومناهجها من أجل حماية الشباب من الانحراف الفكري. وأن تقوم بالواجب على الوجه المطلوب، وأن تكون صارمة في هذا الاتجاه لكي تمنع الخطر بأقل التكاليف بإذن الله.