ليس من العيب عدم العلم بالشيء ولكن العيب في العلم بالشيء مع عدم العمل به، فقد سألني أحد الشباب عن معنى النأي بالوحدة الوطنية عن التبعية، وعندما شرحتُ المعنى قال بأنه يشعر بالخجل، قلت له : لا , أنت شامخ في تساؤلك ولايجوز أن تقول ذلك، لأن الواجب يحتم عليك أن تسأل عن أي شيء لم تدرك معناه , وكان بجوار السائل حزبي معتق كان قوله كلاماً منافياً بل ومعتبراً ما قلته تخلفاً , فدار بيني وبينه حوار بحضورالشاب التواق لفهم مبدأ الولاء الوطني، وكان من نتائج ذلك : أن الأحزاب والتنظيمات السياسية لا تقوم بدور التنشئة السياسية القائمة على حب الوطن، وأن الأكثر من ذلك أن بعض الأحزاب السياسية تملي على الشباب أفكاراً تنتقص من مبدأ الولاء الوطني. إن الشعور بأمانة المسئولية الوطنية ينبغي أن يكون أكثر لدى الأحزاب والتنظيمات السياسية وأن تكون أمينة على الوطن وثوابته وتنشئ الشباب على القيم والمبادئ الوطنية وينبغي أن تبين بأن الولاء الحزبي لا يجوز على حساب الولاء الوطني، بل ينطلق من الولاء الوطني، وينصهر فيه ويعمل من اجل تعزيز الوحدة الوطنية ورفض التبعية الخارجية سواء كانت فكرية أو تنظيمية أو مادية ، لأن هذه التبعية تجلب الضرر على الوحدة الوطنية، وتضعف في قلوب الشباب استعدادهم للدفاع عن الدين والوطن. ولئن كان بعض الحزبيين لديه رؤية فلسفية أخرى فعليه الاحتفاظ بها لنفسه ولا يجوز تسويقها في أوساط الشباب، وهنا نؤكد من جديد على أهمية الفرق بين الانفتاح الواعي على الآخر للاستفادة من كل ايجابياته والتبعية التي تعني الارتهان السياسي للغير، وعلى الشباب أن يكونوا عند مستوى المسئولية ولا يجب أن تؤثر فيهم بعض الفلسفات التي تظهر الخير وتضمر الشر، وهي مسئولية جماعية نتحملها من أجل حماية الأجيال ووحدتهم الوطنية بإذن الله.