أسد على سوريا، وثعابين على اليمن، وثعالب على ليبيا، وهلم جراً من مفاجآت الحاوي التي لا تنتهي على البلاد العربية من المحيط إلى الخليج. وفي كل لا شيء اسمه الحسم، هناك من يريد للأمور أن تظل معلقة كما هي عليه، مستثمراً كبت الشعوب العربية، وصراعاتها السياسية الداخلية، واختلافاتها المذهبية. سنة ، شيعة، عرب، أكراد، مسلمين، أقباط، إخوان، علويين، يمين، يسار، فلول، بقايا نظام، وو... عدّد ولا حرج، هذا على المستوى العام، أما على المستوى الخاص فانظر الحال في دولة مثل اليمن: شمالي، جنوبي شوافع، زيود، ..... إلخ مؤتمر، مشترك، قبائل، حراك، حوثيين، إصلاحيين، قاعدة... صنعاني، عدني، تعزي، حضرمي، ضالعي، إبي، بيضاني، ..... قبيلي، عسكري، بدوي... يتجذر التقسيم ليتجاوز المنطقة إلى القبيلة، إلى العائلة، إلى الأسرة، إلى الأفراد، إلى داخل البيت الواحد. تعددت الصراعات والضحية واحدة «اليمن»، صراع سياسي، حزبي، جغرافي، مناطقي، قبلي، عائلي، فردي، مذهبي...... حساسة للغاية يمكن بشكة دبوس أن تشعل حرباً.. تعددها، وتنوعها، وتشابكها، جعل من اليمن غثاء كغثاء السيل، أمة تعيش على المساعدات. متصارعون على استعداد للتحالف مع إبليس ذاته للقضاء على بعضهم البعض. ما أسهل التحريش وإشعال الحروب وبذر الفتن بينهم!. كلٌ فرح بحزبه ومذهبه وقبيلته ونفسه وسلطته ومعارضته حزين على بلده ياللهووول!! كلٌ يغني على ليلاه، ويبكي على اليمن عاااااااااااا. أهذا فيلم هندي، أم ميلودراما مدبلجة؟. أي وطن يمكن بناؤه في خضم هذه التمزقات؟ آلاف الأرواح البريئة ذهبت ضحايا لصراعات النافذين والساسة، ولم يحسمها الشعب في ثورته بسبب تفرقه وانقسامه. أنهار من الدماء سالت بسبب الكراهية المناطقية، والتعصب والثأرات القبلية، والاختلاف الديني والمذهبي. حمى التسليح انتشرت، للبحث عن مساحات نفوذ في الفوضى. محاولة إعادة إنتاج الحرب الأهلية ونبش جراح الماضي. اثنين مليار خسائر ضرب البترول. مليارات الريالات خسائر ضرب الكهرباء. تشكيلات حكومية هشة معيارها التقاسم الحزبي وليس الكفاءة والمؤهل. قبائل متناحرة، فوضى أمنية، قطاعات، حمى خطف الناقلات بين المحافظات. حكومة عاجزة، ضعف داخلي، وتسلط خارجي. إرهاب وتطرف وعدم تقبل كل طرف للآخر. بلد في مهب الريح. وجبة سهلة ولذيذة ومتجددة لأي حاوي من الداخل أو الخارج ليلعب ببلد وشعب بالسهولة التي يلعب بها الطفل أتاري. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.