تعرضت شعوبنا العربية لأبشع أشكال القهر والظلم والطغيان،عندما كانت ترسف تحت أغلال الأنظمة الاستبدادية المتخلفة، بكل صلفها وغطرستها ومحاولاتها البائسة إيقاف حركة الأرض عن الدوران وفرملة ديناميكية الزمن وتعطيل سيرورة التاريخ وديالكتيك التطور..! وعندما نضجت الظروف الذاتية والموضوعية، نهضت هذه الشعوب في وجه أنظمتها الاستبدادية، كالمارد من قمقمة.. وحطمت الأغلال وخاضت ولاتزال تخوض أشرس الثورات لتحرير الإنسان والأرض من دنس الطغاة وفسادهم، وسارت الجموع الهادرة في رحاب ثورات الربيع العربي، ضد الطغيان الذي سقط في بعض الأقطار وتنفست الشعوب الصعداء، ولايزال جاثماً في بعضها الآخر، وتخوض الشعوب نضالاً شرساً لاجتثاثه.. المؤسف في بلادنا أن الطغيان قد زال، لكن الطغاة باقون.. وزال الاستبداد غير أن المستبدين بقاون.. ولا أقول زال الفساد؛ لأن الفساد لايزال والفاسدون لايزالون..! لكني أومن بأن القوى الوطنية الثورية لن تهدأ.. وستظل بالمرصاد لبقايا التخلف والاستبداد والفساد.. ومهما يكن من غرور بعض القوى بما تمتلكه من ثروة وأموال سرقتها من ثروة وأموال الشعب، فإنها لن تكون أقوى من إرادة الشعب.. والمغرورون لا يفطنوا لسوء الحظ، لأي من هذه العواقب الوخيمة إلا بعد أن يجدوا أنفسهم في الحفرة السحيقة التي سقط فيها القذافي..! إنه ربيع الشعوب وثورة شعب، ستنتصر بكامل أهدافها.. وإرادة الشعوب من إرادة الله..لا تقهر..! [email protected]