جسرٌ من رمادِ بيننا وبين الحلم .. ووهم مئذنةٌ تصلّي للريال والدولار .. وكلما هتفت حناجرنا بمجد الزهو لبضع أيامٍ أو ساعات .. غافلتنا أيادي الخونة بجرعةٍ جديدةٍ من تدمير هذا الوطن . فهل يلزمنا الكثير من قراءة الهواجس .. حتى ندرك من هم أعداء اليمن؟ وهل تنظيم القاعدة يستطيع بكل سهولة الوصول إلى عنق رجل بحجم قائد المنطقة الجنوبية فقط لأنه تنظيم عالمي يتم تغذيته من ذات مصدر تغذية أغلب عملاء هذا الوطن المنكوب بهم وبمخططاتهم الدنيئة ! هذا الصباح المُثقل بالخطيئة والظلام ولعنة الشمس .. والمشحون بحمّى الإنكسارات المتوالية في فؤاد الشعب .. والمفقود في قرف الهروب من واقعه لواقع غيره .. والإنشغال بأحزان وأفراح من حوله دون النظر ولو لمرةٍ واحدة لحقيقة وجوده على خارطة التغيير ومواكبة خلق الله فيما هم صانعون ويصنعون بشعوبهم للوصول بها إلى مصافّ الرقيّ وزحمة الآمال . لماذا كل هذه الكراهية لوطن الإيمان والحكمة? لماذا كل هذا العنف باسم الله ورسوله .. تاركين للشيطان لعبة التشفّي والظهور بمعطف الوقار والتسامح والحلول الأقرب لطبيعة الإنسانية ومحبتها للسلام والعدل ? متى سيتم تجفيف منابع الخيانة في إطار المنظومة المهترئة وبعضها يبيع كله بأسوأ تأريخٍ سيكتبهم علوجاً في كتاب الخطيئة وهي تتقمصهم بطريقةٍ أو بأخرى مهما ظهروا بفطنة الحرباء وتلونها على كل مصدرٍ من مصادر الفيد والنهب واللغة الأسوأ في تأريخ اليمن . أين هم بُناة اليمن الحقيقيون ؟ لماذا لا يقول من تبقّى من خيرة أبناء هذا الوطن كلمة الحق المدوّية والعاصفة في وجه من يسخّرون كل ما يملكون لتفتيت بناء اليمن ? ولماذا لا يصطفّون وراء زعيمهم الذي اختار التضحية والفداء ليجتثّ ما اقترفته أياديهم من صمتٍ وتواطؤ .. وآثر الوثوب إلى عمق المأساة لينجو الشعب من المزيد من كيد المتربصين ? أين هم من كنا نعوّل عليهم أن يمنحوا تراب أرضهم مطر الصدق والإخلاص لينبت شجر الأمان ؟ [email protected]