لا يدري المرء في هذا البلد من أين يؤكل ! بعد أن صارت كل اتجاهات حياته هدفاً ساخناً للمؤلفة أفواههم والمتربصين زوراً وبهتاناً وحيلةً وحبائل شرور لا تنتهي للنيل من جسد الوطن المُنهك تماماً من فساد قلوب وأيادي الآثمين . ورغم أنّ الشاة لا تعي سلخها بعد ذبحها.. فهي أكثر حظاً برحمة القاتل .. وهي ترقص للحظات من ألم الذبح ثم تذوي حيث مصيرها المحتوم . لكن المواطن الذي لم يملك حتّى حق رقصة الألم للحظات .. فهو يرقص وجعاً طوال الوقت مُرغماً تحت التماع سكاكين الخونة وغبار المُزَيَفين والمُزِيفِين .. دون اكتراثٍ منهم للعذاب اليوميّ الذي يعيشه غالبية سكان هذا البلد غير الأمين . ولا أدري ماذا يريدون بعد كل هذا الخراب الذي حاق بالأرض والإنسان والشجر والحجر .. ! أو كأن عمالتهم للشيطان وللجهات التي تتكالب على اليمن لا تنتهي عند هذا الحدّ .. بل ستتجاوزه إلى ما لا نهاية لهم .. لكنها ستتوقف إن لم يتم إيقافهم بمنطق الحُجّة والقوة لدى انهيار ما تبقّى من مقدرات لهذا الوطن التعيس بهم .. والموشوم بخياناتهم الفارهة في ظاهرها والدنيئة في مجملها .. وكأنّ زمن العمالات يتوالد كالإرث .. وينمو كعشب طحالب المتفيّدين من الثورات والمتغيرات .. حتى بتنا على يقينٍ أنّ هذا الوطن تم بيعه يوم أُكل الثور الأبيض .. أو كأننا سنلعن حظوظ آمالنا ونحن نردد قول الشاعر : كلما قلنا عساها تنجلي .. قالت الأيام هذا مبتداها . [email protected]