حُمّى الخلافات تستعير من شقوق الجرم عند الناس.. أبشعها خطراً على مصير البناء المتهالك بفعل فوضى السهام المصوبة على جدار المسيرة الإنسانية. ولعل ما يحدث من تباين مزرٍ.. وإخفاقات شتى.. واشتعال أوار الفتنة لأسباب واهية بين مختلف فصائل المجتمع.. يعود ذلك إلى جشع النفوس بمصالحها.. وأنانيتها المفرطة لامتلاك أكبر قدر من سخف متاع الدنيا واللهاث خلف تحقيق أكوام الاستحواذ على مصير الوطن بكل ما فيه.. ضاربين أسوأ الأمثلة بالتمثيل بالشعب وعلى الشعب فقط لا أكثر. ولا أدري لماذا يكرر المُذنب فعلته الشنيعة؟! أهو تجاوز أولي الأمر عن عقوبتهِ، أم رغبته الدنيئة في تكرار كل ما يُشعره بتوحّده في الجريمة.. وبزوغهِ في إشارات البنان إلى شأفته المستديرة مع الشرّ أينما استدار؟! ثم لا نعلم يقيناً ما الذي يعتقده أرباب المصالح الخاصة.. حين يتجاوزون مصلحة وطنٍ بأكمله ويستأسدون على قوت الضعفاء فيحيلونه إلى نقمةٍ يوميّة.. وبهجة البسطاء فيقلبونها نكداً دائماً.. وأمل المكلومين فيجعلونه عناءً يشقى بدوامتهِ.. ويفنى الحالم بالحق تحت سياط الباطل دون اكتراث. إنّ الإنسانية التي نأمل ونرجو.. لن يكتمل زهو عظمتها بدون الحبّ الفطريّ الموشوم بنبل القلوب وسعة النفوس وتغليب مصلحة الكل على مصلحة الفرد.. واستيعاب خطوات دهاليز الحياة وفق ضوء الحبّ الإنسانيّ الذي أنزله الله رحمة بعباده.. ولم يشأ أن يستحوذ عليه ثُلّة من الأوباش لينعموا بخيراته ويجرّعون غيرهم من السواد الأعظم ويلات العناء. [email protected]